عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2010, 01:15 AM   #1
*منار*
مشرفة بنات.. بنات

الصورة الرمزية *منار*
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 20

*منار* عضو سيصبح مشهورا عن قريب



الى ارواح الامهات العاطرات...
اللهم إنّ أمّي كانت امرأة ...شهدت بوحدانيتك..ولم تشرك بك..صلّت وصامت..وأنجبت
.
من يشهد بوحدانيتك..ولا يشرك بك..اللهم فإن كان ذلك يرضيك..فاغفر لها
.
وارحمها..وتُب عليها يا مولانا ..إنك أنت التوّاب الرحيم.. اللهم وكما أوصى رسولك
.
(ص) بالنساء خيراً ورفقاً... فأسألك لها الخير والرفق....
***.
(1 )
كانا غنيين جدا...
كان هو يشعر انه أغنى الأغنياء بأمه...وكانت تشعر أنها غنية جدا بنجلها...
أعود البيت من سفري.....وتِجوالي باركانِ ِ
.
فلي في البيت.. أكبادٌ.....ولي أمٌّ ..واختانِ ِ
.
فراخٌ فرحتي فيها....وفيها اسمي ..وعنواني
.
فإسراء تعاتبني....بصوت المغضب الشّاني
.
وأسماء تهادنني.....وتضحك ملء أسنانِ ِ
.
كأنّهما تويجان .......لياقوت ومرجانِ ِ
.
فسبحاناً لِخلاّقٍ........بإبداعٍ وإتقانِ ِ
.
***
.
وأمي تزرع الحقلا .......... لفاكهةٍ ورمّانِ ِ
.
تروضُ العيشَ في كَبَدٍ .......وآلامٍ وأشجانِ ِ
.
لها في يومها عُسْرٌ .....وعُسْرٌ يومها الثاني ِ
.
وفي رَهَقي أداعبها ....... لأثريها بوجدانِ ِ
.
لكم في الأم من أملٍ ...... وأشواقٍ لإنسانِ ِ
.
ألا يا أمَّ لا تهُني ........ فإن العيش نصفانِ ِ
.
فعسر يومنا هذا ............... ويسرٌ يومنا الثاني
.
فتبسمُ روحها أملاً ......وتذرف دمع حرمانِ ِ
.
فعسرٌ يومها هذا .......وعسرٌ يومها الثاني
.
أعود أجيش مبتسماً ....... ومحتفلاً بإيمانِ ِ
.
أيا أماه لا تهني ......... فإن العيش نصفانِ ِ
.
فعسرٌ يومنا هذا ................ ويسرٌ يومنا الثاني
.
شقيٌ يومنا هذا ....................سعيدٌ يومنا الثاني
.
فتبرقُ عينُها أملاً ........ ويبسمُ ثغرُها الحاني
.
تعانقني.. وتحضني......... لأنت ثراءُ بلدانِ ِ
.
فحمداً ربنا.. شكراً ....... فلي أبناء عِمرانِ ِ
.
لأنت الكنزُ.. لي أملٌ ..... وفيك الحلم حلمانِ ِ
.
أيا أنشودتي فرحاً........ لأنت رفيق بنيانِ ِ
.
لأنت حقيقتي خِصباً ....... كأشجارٍ ببستانِ ِ
.
أنا أمٌّ.. ولي ابنٌ........... ألا حمداً لرحمنِ ِ
.
وفي طولً.. وفي عرضٍ .... وتوسعنا بألحانِ ِ
.
تُطيّبُنا.. تعطّرُنا ............ وتغمرنا كريحانِ ِ
.
ويبرقُ دمعُ أخواتي ........... كلؤلؤةٍ ومرجانِ ِ
.
فأفرش ريش أجنحتي ....... وأجذبها لأحضاني
.
أطوّقها.. أمسّدها .............. أهدهد بثّها الحاني
.
أكدُّ اليوم يا أختي ............... لنملأ حزن أزمانِ ِ
.
زغاريداً وأعراساً ...................... ألا يا ظبية البانِ ِ
.
لكم في الأم من حبٍّ ..................... وكم فيها لتحنانٍ ِ
.
وكم في الأخت من عطفٍ.................... وكم فيها لعرفانِ ِ
.
فحب الأخت من طُهْرٍ .......وحب الأم نوراني
.
أعود.. أمورُ في جَيَشٍ .................... لنا في العسر يسرانِ ِ
.
فحمداً ربنا.. شكرا........................... لنا في العسر يسرانِ ِ
.
ملاك الروح أهداني ........... أزاهيراً لبستاني
.
أزاهيراً وأزهاراً ............... بأشكالٍ وألوانِ ِ
.
فمار العشقُ في جنبي....... وغنّى الحبّ إنساني.
***
(2)
وماتت امه..اذ فارقها مغتربا للتخيف من معاناتها في الحياة...
وعاد مذهولا..
فما وجد من امه غير جثمان ناحل...لم يلبثوا وان دفعوا به الى قبر ساج..
تهيج على جوانبه الاعشاب والنباتات البرية المتوحشة...
.
وهكذا...
.
ومنذ ذلك اليوم لم تعد لتفارقه امه..كما لم يعد ليفارقها أبدا...
.
.أيا أمّاه أُ ُذهل ُفي سؤال ٍ.......أبعد ألأم ما جدوى الحياة ِ...؟؟!!
.
أ ُقبّل ُتربة ً تحوي عظاما ً........بها ريح ٌ لروح ِالأمّهات ِ..
.
أيا أ ُماه ُمار الشّوقٌ موْرا ً...وغُمّ َالصّدرُ..واعتلّت أناتي..
.
وهاجتني شجون ٌتحتويني....فبعدك ِكيف أمضي في حياتي..
.
تحاصرني النّوازُلُ جائحات ٍ...تُهيّجني..شجونُ الذّكريات ِ..
.
أيا أمّاه.. ُها أنذا أموت ُ...سأبكي ما حييت ُ..إلى الممات ِ..
.
وفي نفسي الكئيبة ِ..أنت ِنفسي...وفي عيني الحزينة ِ كنت ِذاتي...
.
تُخايلني عيونك كل يوم ٍ....وتبرقُ لي..فأرنو في سُكات ِ...
.
وأرقدُ كالرّفاةِ..أنوحُ أُمّي...أيا أُمّاهُ..قد نَخرت رُفاتي..
.
جراحاتٌ تغورُ الى عظأمي...فأَخرسُ في الجراح ِالغائرات ِ...
.
فأينَ الثغرُ من أُمّي حنونٌ...يُداويني..إذا انتُهبت عِظاتي..
.
فطورا أنهمي دمعا ًغزيرا ً...وأشهق ُ..في دموع ٍخاشعات ِ..
.
وطورا أنزوي جسدا حسيرا ً...وأ ُهمكُ..في نواح ِ النّائحات ِ..
.
أقبّلُ تُربة ً..تحوي عظاما ً....بها نَفسٌ...لريح الأمّهات ِ..
.
أهيم ُ بقبر ِكِ السّاجي هُياما ً....كأنّ القبرَ..أركانٌ لذاتي..
.
وأيم ُاللهِ..لولا الوزرُ يُزري...لخضت ُ القبرَ جنبك ِفي ثبات ِ..
.
وأُرقُدُُ جنبَ أُمّي..لا أُبالي....بطعم ِالموت ِ..أو كُرَبِ الموات ِ..
.
فما عيشُ الغَريب ِيروقُ نفسي...ولا عيشٌ بِبُعدكِ ذو زكاة ِ..
.
أهيمُ بقبرك ِالسّاجي هياما ً....كأنّ َالقبرَ أركانٌ لذاتي...
.
فلولا اللهُ ..ما التئمت شُجوني....ولولا اللهُ...ما قامت صلاتي..
.
ودون الأمّهات ِجنانُ عدن ٍ....فطوبى..للذّوات ِالعاطرات ِ...
.
ونِعمَ اللهُ في أقدار ِبلوى.....ونعمَ الصّبرُ سلوى في حياة ِ...
.
ويوما ً نلتقي...أ ُمّاه ُ..يوما ً...
.
وأفرح ُ..عندَ خدّك ِ...يا حياتي...
.
وأركع ُعندَ أ ُظفرك ِ التّليد ِ..
.
وأهمي..في دموع ٍ شائقات ِ..


مع تحياتي
التوقيع:
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا*** يرمى بصخر فيلقي أطيب الثمر
*منار* غير متصل   رد مع اقتباس