04-04-2009, 09:06 PM | #1 | |
رئيسة القسم الاسلامي
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تــــاجر الملح _ كيلو الملح بعشرة جنيهات .. هلموا إلي ّ ، ملحٌ صيني من بلد العجائب ، هيـا يا أهل المدينة الجميلة ! اقترب نور الدين من ذلك التاجر ، الذي تبدو عليه ملامح غريبة ، فأخذ يتفحصه من رأسه حتى أخمص قدميه ، كما هي عادته كلما رأى غريباً . هزّ نور الدين ، ذلك الغلام الصغير الذي لم يتجاوز العاشرة بعد ، يد أبيه المغادر للتو من صلاة العصر ، وأشار بيديه الصغيرتين إلى التاجر الغريب الشكل والأطوار ، يريد أن يتحدث إليه ، لكن أباه ذهب به تجاه البيت ، وهو يمنيه برؤية للتاجر بعد صلاة العشاء . كانت أزقة القدس ليلاً ، تميل للهدوء بعض الشيء ، إلا من بعض الصبية الذين كانوا يلعبون بالكرة هنا وهناك ، في أطراف الحواري ، وبعض الرجال الكبار الذين يتسامرون ، ويتحلقون في دوائر صغيرة ويقصون على بعضهم أخبار الحج والسفر الطويل ، وما حدث ليلة أمس من هجوم " ابن آوي " على مزرعة الحاج صالح ، والتهامه معظم الدجاجات اللواتي تعبت زوجه المسنة وهي تجمعهن لأجل البيض الشهي ، فثار مازن ، وأقسم أن ينتظر ابن آوى هذه الليلة كي يقتص منه ومن كل من أرسله . عاد نور الدين ووالده من صلاة العشاء ، ومرّا على قهوة " فؤاد " الذي كان يبيع أجود النكهات العربية المحمصة ، والتي تفوح رائحتها على بعد كيلومترات ، واتخذا منضدة تطل على باب المقهى ، بحيث يرى الجالس إليها ، المارّة من أهل الحارة والغرباء الذين يأتون للقدس بين فترة وأخرى ، وبينما كانا يتحدثان عنالمدينة وكثرة الغرباء الذين بدأوا يتوافدون إليها تجارا ، وزوارا . كان تاجر الملح ، يقف أمام المقهى في شارع ضيّق مظلم ، يتفحص وجه ذلك الغلام ، الذي لاحظ نظراته اليوم ، وهو يحدق فيه ، محاولاً التكهن بمن عساه يكون . اقترب ذلك التاجر الغريب ، من المقهى ، وجلس على مقعد قريب من مقعد نور وأبيه ، وتشاغل ببعض البضاعة التي يمكلها ، ثم طلب من صاحب المقهى ، قهوة سادة ، وأخرج من جيبه سيجاراً ، وأخذ يدخنه ببرود شديد . كان نور الدين متشوقاً لمعرفة قصة هذا الرجل ، وكيف ذهب إلى الصين ، وماذا رأي هناك ، فهو لم يسمع عن الصين إلا من خلال القصص القديمة التي كان يرويها له جده عبد الرحمن ، وكيف فتحها القائد العربي المسلم ، قتيبة بن مسلم ، وهو لا يزال شاباً ، فكان دائماً يملأ صدر نورالدين حباً في الجهاد والفتح . اقترب نور الدين من ذلك التاجر الغريب ، وسلّم عليه ، ثم بدأ ينهال عليه بالأسئلة ، ويوجعه بتعليقاته الكثيرة ، حتى ضجر التاجر منه ، فأشار لوالده أن يبعده عنه قليلاً ، لكن والد نور الدين الذي لم يسمع ما دار بينهما من حوار ، لم يكترث للأمر ، فاشتاط التاجر غضباً وبدأ في توبيخ نور الدين ، مما اضطر والد نور الدين إلى التدخل لفض المجلس . عرف نور الدين من التاجر أنه اشترى بيتاً ودكاناً ، وأنه سيبيع الملح وبضاعة أخرى في المدينة ، وبأن أصدقاءه سيلحقون به لمشاركته تجارته . في طريق عودتهما إلى البيت ، بدا نور الدين غاضباً وهو يحدث أباه عن الدكان التي اشتراها ذلك التاجر ، وكيف أن الغرباء بدأوا يشترون ويبيعون المحلات دون حسيب أو رقيب ، وأنه من المفترض أن تؤجر المباني فقط ، للعمل والمتاجرة لا للبيع والتملك ، فحاول أبوه أن يهديء من روعه وأن يقنعه بأن الأمور ستسير على ما يرام ، حينما يعود الضابط مسعود ، الذي عرف بحزمه وصرامته تجاه الغرباء ، من الحج . وبينما غادر الرجل وابنه ، كان التاجر الغريب ، ينظر إليهما بحقد شديد ، ويلاحقهما بنظراتٍ معادية ، ويقول في نفسه : سأفتح دكاناً لي ، وسأشتري أرضاً باسمي ، وسيأتي رفاقي يقاسمونني نعيم أرضكم ، وغداً ستعطونها لنا ، بلا مقابل ومضي وابتسامته الصفراء تعلو وجهه , كعادة أبناء قومه . |
|
07-04-2009, 09:59 PM | #2 | |
مشرفة قصص من الواقع
|
ومتل ما بقول المتل الدار دار ابونا اجو الغرب وضحونا. الله بيعين ومشكورة ع الموضوع . ^^^ زينـــــة |
|
|
09-04-2009, 11:27 PM | #3 | |
رئيسة القسم الاسلامي
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والله يا اختي أصبحت فلسطين سوق ملح وباعوا الأسوأ حتى الضمائر.. وسكنها الدخلاء وطردوا أهلها ولن يطول الليل بإذن الله وان شاء الله راح نرش السكر بدل الملح بالانتصار شكرااااااااا وبارك الله بك على قراءة القصة |
|
04-05-2009, 05:30 PM | #4 | |
الوسام البرونزي
|
|
|
06-05-2009, 06:32 AM | #5 | |
رئيسة القسم الاسلامي
|
الله يعافيك اختى اسيرة الالم |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|