29-10-2009, 10:05 PM | #1 | |
الوسام البرونزي
|
الليلة الحالكة الظلام حينما طلبت مني عدم خلع حذائي، والمبيت في ثيابي ! واحتضنتي برفق لأنام فوق صدركالدافىء الملتهب .. ادركت عندها انك قد عقدت العزم على الرحيل . . فبالأمس القريب نزح اهل قريتنا ، وتمزق جمعنا.. استيقظت يا جدي على صوت بكائك ، وزخات دموعك، فاذا بك تقبض بشدة على مفتاح بيتنا وتنوح: عشقت الوطن يا حفيدتي ! وعشقت فيه روح الطهارة والإباء / وعشقت المرج والزهر فيه، والحجر / وعشقت هامات الجبال والضوء، والمطر/ كانت هناك فتاة في عمر الورود . . اسمها الوطن / أحبها الجلاد يوماً ، أرادها دمية وحقيبة / أرادها الجلاد راقصة في حانات المجون الرهيبه / ولم يدرِ الجلاد يا حفيدتي… عشق الوطن لا يقدر بثمن. ضاع المفتاح يا جدي ! لله درك يا جدي ! تودع البيت والمنجل ، تدع البيدر والمعول ، وتقبض على المفتاح وترحل. آه ما ابعد خيام النازحين ! وما اضيق مخيمات المُبْعَدين ! الى متى سنظل بين مد اعدائنا وجزر اخواننا لاجئين ،لاجئين .. لاجئين ؟! رحل الاجداد وتناثرت الأمجاد ، وطغى الجلاد، وعفت الديار، وتفرق القوم ايدي ” وطن “! فركبنا البيداء ،وهبطنا الاغوار ، وصعدنا الجبال ،وعبرنا الاسلاك والاشواك ، وقتلك الحنين يا جدي ، واهلكك الشجن. ضاع المفتاح يا جدي ! قبل يومين تعرفت على عائشة في مخيم الوحدات ، وعائشة ابنة صاحب الطابون ابو مسعود الكاكوني ،التقيت بها هنا في السوق الشعبي ، تبحث عن خبز اسود ! ما اجمل ثوبها المقدسي المطرز ، ونشطة منديلها الثلاثية. اخبرتني انها تتعلم في الجامعة العلوم السياسيه، واختها الوسطى فاطمة تزوجت من بلال الجاعوني، ويعيشان معا في مخيم صبرا ، وحينما سالتها عن مفتاح بيتهم .. تنهدت وقالت : ” يا حسرتاه ! وضعناه في جهاز اختي العروس ، وفقدناه في الطريق الى لبنان” . ضاع المفتاح يا جدي ! ” لنا قنطرة في الرملة ، ولخالي بئر في بيسان . لعمتي حاكورة في البروة ، ولجدتي بيدر في عسقلان ” . هذه اغنية جميلة يا جدي ! ترددها روضات الاطفال في مخيم شاتيلا ، دنوت من الطفلة سلمى وسألتها : ” اتعرفين ام خالد ! لماذا لا تغنون لها ؟ ” . فابتسمت وقالت : ” ام خالد هذه جارتنا ، وقد كانوا يسكنون في الخالصة ، اما اهلي فكانوا يسكنون في عين غزال ، قرية جميلة تغازل حقولها امواج الطنطورة، ونسائم قيسارية “. وحينما سألتها عن مفتاح بيتهم ، صمتت ثم قالت : ” باعه ابي لأحد السياح بربع دولار “. ضاع المفتاح يا جدي ! ما اصلب شعبنا يا جدي وما اشد عوده ،وما اصبر المبعدين منه والنازحين ! فحتى بعد رحيلكم ، وتنكر العالم لنا ولكم ، لا تزال خيامنا تنتظر الفرج ، ومشارف مخيماتنا ترقب الأمل، جمعنا عيدان تفتت شملنا في حزمة واحدة ، بعد ان تنكر اوسلو الهزيل لوضع نهاية عادلة لقضيتنا . ورضخ ابطال المؤتمر من قياداتنا لتعليق مصائرنا فوق رفوف القضايا المؤجلة للحل الدائم ! ومما زاد الطين بلة ، تسابق تجار الخطابات السياسية على شطب هذه القضية المصيرية من سجلات خطاباتهم الفلسطينية . فتطايرت حروف العودة . . وتبعثرت رموز الحلم العربي ، وتناثرت الوعود والعهود ، وعادت فلول من القيادات الفلسطينية وانصارها الى ارض الوطن ، بلا مفاتيح وبلا قضية. فضاع المفتاح يا جدي ! لكننا .. ما دامت انشودة الاطفال تتعالى ، وما دام بعد العتمة فجر نور يتسامى ، سيتعانق زيتون زمارين مع الصفصاف ، وتحتضن سنابل راس العين باقورة الاشراف ، وسينادي اللجون السجرة ، وتزغرد حجارة عين حوض : ” عادت مفاتيح الديار يا جدي ! “ فكل المفاتيح تتوق للعودة ، وتصلي ليوم اللقاء ، وستحمل بين اسنانها الصابرة ، ذكريات من امجاد النازحين وآلام اللاجئين ،للجليل والمثلث ، للنقب ولحيفا ، ليافا ولعكا ، للرملة ولد العرب ، ولبيت المقدس والاقصى ، ولكل حجر قارع من اجل البقاء, لن يضيع المفتاح يا جدي …لن يضيع . . . تــ ح ـيتي لكــل من مــرّ هنــا |
|
30-10-2009, 11:43 PM | #2 | |
مشرف قضيتنا وقسم هل تعلم
|
لن يضيع المفتاح ولن يضيع حق ووائه مطالب أبداً وطالما أرض الأجداد في حيفا كيف ننسى يافا سوفت جريل مشكورة وويعطيك العافية واحترامي لك |
|
14-11-2009, 11:45 AM | #3 | |
الوسام البرونزي
|
واتمنى ان لا تضيع مفاتيحنا فهي بمثابة الوطن لنا دمت بود تحـ,ـيتي |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|