العودة   منتديات العيساوية > 【ツ】 المنتدى العيساوي العام 【ツ】 > قــــــــضــــيـــتــــــنــــــا

قــــــــضــــيـــتــــــنــــــا نقاش هادف وهادئ ,صور وحقائق، أخبار وأحداث

قديم 19-09-2008, 07:38 PM   #11
الجرح النازف
عيساوي مميز

الصورة الرمزية الجرح النازف
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 19

الجرح النازف عضو في طريقه للتقدم






الأسم/ خليل الوزير ( ابو جهاد)

تاريخ الميلاد / عام 1936

مكان الميلاد / الرمله

تاريخ الاستشهاد / سقط شهيدا على أرض تونس الخضراء على يد الموساد الصهيوني في 16/4/1988م

اسم الحقل / مجاهد من اجل القضية الفلسطينية

السيرة الذاتية

الشهيد البطل خليل الوزير أبو جهاد

من مواليد الرملة عام 36 حيث بدأ الشهيد القائد حياته معلما ومربيا لأجيال من شبابنا العربي في وطننا العربي الكبير حيث عمل قبل ان يلمع كقائد في صفوف الثورة الفلسطينية معلما في الجزائر

الشقيقة كما كان من الأخوة المؤسسين لحركة فتح حيث شغل منصب عضوا للجنتها المركزية ونائبا للقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية الأخ الرمز أبو عمار ومسؤولا للقطاع الغربي ...

فبه تتمثل فنون القيادة ومؤهلاتها وإبداعها وكانت قيادته تعكس إنسانيته كرجل وقائد والذي ترك أثرا كبيرا في كل ابنائة المتعلمين أثرا تاريخيا لا ينسى لكل من عرفه شخصيا أو شاهد أفعاله

وسمع عنها انضم لجبهة التحرير الجزائرية مدافعا عن ارض الجزائر حيث كان قائدا لأحد الوحدات العسكرية برتبة كوماندوز وهي أعلى الرتب في الثورة

وكان من المؤسسين الأوائل لحركة فتح ثم عين كنائب للقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية وكان مهندسا للانتفاضة وعضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح من تأسيسها

وعضو لجنة تنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم كل الفصائل الفلسطينية سقط شهيدا على أرض تونس الخضراء على يد الموساد الصهيوني في 16/4/1988م بعملية اغتيال حقيرة

كلفت اليهود ملاين الدولارات من تجسس ومعدات وفي ليلة الاغتيال تم إنزال 20 عنصرا مدربين من قوات الإجرام الصهيوني من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتان عموديتان

للمساندة لتنفيذ المهمة الدنيئة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة وفي نفس الوقت كان عملاء الموساد يراقبون المنطقة بكثف ويعطون التقارير السريعة المتواصلة عن الحركة في المنطقة وبيت

الشهيد أبو جهاد وبعد مجيء أبو جهاد إلى منزله عائدا من اجتماعاته مع القادات الفلسطينية بدأ التنفيذ وانزال المجرمين من كل مكان بسيارات أجرة إلى منزله وكان أفضل حارسيه متغيبا في إجازة ليلة

العملية وبعد نزول قوات الإجرام إلى الشاطئ بساعة تم توجههم بثلاث سيارات أجرة تابعة للموساد إلى منزل الشهيد الذي يبعد خمسة كيلو مترات عن نقطة النزول وعند وصولهم إلى المنزل الكائن

في شارع( سيدي بو سعيد ) انفصلت قوات الإجرام إلى أربع خلايا حيث قدر عدد المجندين لتنفيذ العملية بأربعة آلاف جندي إسرائيلي حيث كانت مزودة هذه الخلايا بأحدث الأجهزة والوسائل

للاغتيال وفي الساعة الثانية فجرا صدر الأمر بالتنفيذ فتقدم اثنان من أفراد العصابة أحدهما كان متنكرا بزي امرأة من سيارة الحارس الشهيد مصطفى علي عبد العال وقتلوه برصاص كاتم للصوت

وأخذت الخلايا مواقعها حول البيت بطرق مرتب لها ومدروسة مسبقا حيث اقتحمت أحد الخلايا البيت وقتلت الحارس الثاني نبيه سليمان قريشان حيث أقدمت الخلية مسرعة لغرفة الشهيد البطل

أبو جهاد فسمع أبو جهاد ضجة بالمنزل بعد ان كان يكتب كلماته الأخيرة على ورق كعادته ويوجهها لقادة الثورة للتنفيذ فكانت آخر كلمة اختطتها يده هي ( لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة )

فرفع مسدسه وذهب ليرى ما يجري كما تروي زوجته وإذا بسبعين رصاصة حاقدة تخترق جسده الطاهر ويصبح في لحظات في عداد الشهداء ولقب بأمير شهداء فلسطين وكان سبب اغتياله هو حنكته

العسكرية التي سببت الذعر لليهود بالعمليات التي سنذكرها لاحقا.
الجرح النازف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-09-2008, 07:38 PM   #12
الجرح النازف
عيساوي مميز

الصورة الرمزية الجرح النازف
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 19

الجرح النازف عضو في طريقه للتقدم




الشيخ القائد صلاح شحادة في سطور

الاسم: صلاح مصطفى محمد شحادة.

البلد الأصلي: يافا - من مواليد بيت حانون شمال قطاع غزة.

التعليم الابتدائي والإعدادي: في مدارس بيت حانون.

التعليم الثانوي: في مدرستي فلسطين ويافا الثانوية بمدينة غزة.

المؤهل الجامعي: بكالوريوس في الخدمة الاجتماعية من جمهورية مصر العربية.

نزحت أسرته إلى قطاع غزة من مدينة يافا بعد ان احتلتها العصابات الصهيونية عام 1948، حيث أقامت في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين .

في عام 1958 دخل صلاح المدرسة الابتدائية التابعة لوكالة الغوث وهو في سن الخامسة، درس في بيت حانون المرحلة الإعدادية، ونال شهادة الثانوية العامة بتفوق من مدرسة فلسطين في غزة .

لم تسمح له ظروفه المادية بالسفر إلى الخارج لإكمال دراسته العليا وكان حصل على قبول لدراسة الطب والهندسة في جامعات تركيا وروسيا .

التحق بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية في الإسكندرية، وفي السنة الثالثة بدأ التزامه بالإسلام يأخذ طابعاً أوضح .

بدأ العمل في الدعوة إلى الإسلام فور عودته من مصر إلى قطاع غزة .

عمل باحثاً اجتماعياً في مدينة العريش في صحراء سيناء، وعيّن لاحقاً مفتشاً للشؤون الاجتماعية في العريش .

بعد أن استعادت مصر مدينة العريش من الصهاينة في العام 1979 انتقل صلاح للإقامة في بيت حانون واستلم في غزة منصب مفتش الشؤون الاجتماعية لقطاع غزة .

في بداية العام 1982 استقال من عمله في الشؤون الاجتماعية وانتقل للعمل في دائرة شؤون الطلاب في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة .

اعتقلته سلطات الاحتلال في العام 1984 للاشتباه بنشاطه المعادي للاحتلال الصهيوني غير أنه لم يعترف بشيء ولم يستطع الصهاينة إثبات أي تهمة ضده أصدروا ضده لائحة اتهام حسب قانون الطوارئ لسنة 1949، وهكذا قضى في المعتقل عامين .

بعد خروجه من المعتقل في العام 1986 شغل منصب مدير شؤون الطلبة في الجامعة الإسلامية إلى أن قررت سلطات الاحتلال إغلاق الجامعة في محاولة لوقف الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في العام 1987، غير أن الشيخ صلاح شحادة واصل العمل في الجامعة حتى اعتقل في آب/ أغسطس 1988 .

في 18-8-1988م، واستمر التحقيق حتى 26-6-1989 في سجن السرايا، ثم انتقل من زنازين التحقيق إلى غرف الأسرى، وفي 14-5-1989م أعيد إلى زنازين التحقيق بعد أن تم الاعتراف عليه بمسؤولية الجهاز العسكري لحركة حماس، واستمر التحقيق لمدة 200 يوم، وبذلك بلغ مجمل التحقيق معه حوالي عام كامل، وكانت التهم الموجهة إليه المسئولية عن الجهاز العسكري لحماس، وإصدار أوامر باختطاف الجنديين (سبورتس، وسعدون)، ومسئولية حماس، والجهاز الإعلامي في المنطقة الشمالية، وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات على تهمة مسئولية حماس والجهاز الإعلامي في المنطقة الشمالية، أضيفت إليها ستة أشهر بدل غرامة رفض الشيخ المجاهد أن يدفعها للاحتلال.

وبعد انتهاء المدة حول إلى الاعتقال الإداري لمدة عشرين شهرًا ليتم الإفراج عنه بحمد الله تعالى في 14-5-2000.

الشيخ صلاح شحادة هو مؤسس الجهاز العسكري الأول لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" والذي عرف باسم "المجاهدون الفلسطينيون"، ووجهت لهم تهم تشكيل خلايا عسكرية وتدريب أفرادها على استعمال السلاح، وإصدار أوامر بشن هجمات ضد أهداف عسكرية صهيونية .

والمجاهد أبو مصطفى متزوج، وعندما دخل السجن كان لديه ست بنات، عمر أكبرهن عشر سنوات، وخرج وله ستة أحفاد.

حاز على الحزام البني في المصارعة اليابانية أثناء دراسته في الإسكندرية، ومارس رياضة رفع الأثقال في فترة ما قبل الجامعة .

وهذا بيان حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد عملية اغتيال الشيخ الشهيد واسرته

" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عن ربهم يرزقون "

الصهاينة سيدفعون ثمن جرائمهم غالياً

يا جماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد .. يا أمتنا العربية والإسلامية

لقد أقدم النازيون الجدد على ارتكاب مجزرة جديدة لتضاف إلى سجل الصهاينة الحافل بالجرائم ، فقد قامت طائرة اف16 أمريكية الصنع مساء الاثنين 12 جمادى الأول 1423هـ الموافق 22 –7 – 2002م على قصف مجمع سكني في حي الدرج بمدينة غزة مستهدفين الأطفال الرضع والنساء والشيوخ فاستشهد جراء هذا العدوان الآثم /

الشهيد القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام في فلسطين

الشيخ المجاهد / صلاح مصطفى شحادة 50 عاماً

وزوجته الشهيدة / ليلى خميس صفيرة 40 عاماً

وابنته الشهيدة / إيمان صلاح شحادة 15 عاماً

والشهيد القائد القسامي

الشهيد المجاهد / زاهر صالح أبو حسين " نصار " 37 عاماً

والشهيدة وأبناؤها

الشهيدة / منى فهمي الحويطي 30 عاماً

الشهيد الطفل/ صبحي محمود الحويطي 4 أعوام

الشهيد الطفل / محمد محمود الحويطي 3 أعوام

والشهيد وابنته

الشهيد / محمد الشوا 40 عاماً

الشهيد الطفل / أحمد محمد الشوا 3 أعوام

والشهيدة وأبناؤها الأطفال

الشهيدة / إيمان حسن مطر 27 عاماً

الشهيد الطفل / أيمن رائد مطر 18 شهراً

والشهيد الطفل / محمد رائد مطر 4 أعوام

والشهيدة الطفلة / ديانا رائد مطر 5 أعوام

وأبناء عمهم

الشهيدة الطفلة / دنيا رامي مطر شهرين

والشهيدة الطفلة / آلاء محمد مطر 11 عاماً

كما أصيب جراء هذا الإجرام الغادر ما يزيد عن 150 أغلبهم من الأطفال الرضع والنساء والشيوخ والعجزة .

إن حركة المقاومة الإسلامية حماس وهي تزف اليوم القائد العام لجناحها العسكري كتائب القسام وباقي شهداء المجزرة لتؤكد على التالي :-

____ ندعو كتائب الشهيد عز الدين القسام وكافة الأجنحة العسكرية لضرب الصهاينة في كل مكان وأي زمان بكافة السبل والوسائل ولا محرمات في حربنا مع هذا العدو القذر .

____ نقول للصهاينة أن دماء الشهيد القائد أبي مصطفى وإخوانه ستبقى تلاحقكم في كل شارع وملهي وحافلة ، ستبقى دماء الشهداء وأشلاؤهم كابوساُ يلاحقكم عن أيمانكم وشمائلكم ومن أمامكم وخلفكم من فوقكم ومن تحتكم ، وليس لكم منها فكاك ، حتى تحرقكم وتقلب الموازين على رؤوسكم .

____ في الوقت الذي يحاول فيه العالم الأعمى أن يغض النظر عن الجرائم التي تمارس بحق شعبنا الفلسطيني ، يمارس علينا الضغوط الوقحة لثنينا عن حقنا في الحرية من نير الاحتلال البغيض ، يقدم العدو على جريمته البشعة ليؤكد صحة موقفنا الثابت بأن العمليات الاستشهادية هي الوسيلة الأنجع والأقوى التي نتمسك بها لردع هذا العدو الجبان .


/
\
الجرح النازف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-09-2008, 07:39 PM   #13
الجرح النازف
عيساوي مميز

الصورة الرمزية الجرح النازف
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 19

الجرح النازف عضو في طريقه للتقدم



الشهيد البطل القائد في سرايا القدس
محمود طوالبة
والذي استشهد في معركة الصمود والبطولة في مخيم جنين
بتاريخ 10/4/2002م


الجنرال محمود طوالبة ... قائد معركة جنين البطلة

كم هو فخر هذه الأمة جمعاء بمعركة جنين التي حشرت جيش العدو في زاوية حجمه الطبيعي، الذي حاول أن يضخمه بالأسطورة والتي لا تقهر وأنه صاحب الذراع الطويلة، فمعركة جنين كسرت هذا الذراع، وأذلت كبرياء هذا الجيش وهي تشكل عنوان المرحلة المقبلة من المواجهة مع هذا العدو الذي بات مقتنعًا أن المعارك القادمة مع هذا الشعب وهذه الأمة لن تكون إلا على هذه الشاكلة من البسالة والتضحية والصمود..
معركة جنين كشفت عن طبيعة المعدن الذي يشكل هذا الشعب بإيمانه وصلابته، والذي يتفوق على كل المعادن، حتى معدن اليورانيوم لا يمتلك من الطاقة ما يمتلكه هذا الشعب الأبي وخصوصًا إذا ما تفاعل مع إسلامه تفاعل الجنرال محمود طوالبة، الذي شكل أسطورة المقاومة وعنوان التحدي، ومثال الإرادة والفداء في لشعب الفلسطيني.
هذا كله يستشف من معركة جنين البطلة، حيث حول بيته إلى كمين متفجر يصطاد به جنود العدو ، ثم يفجره فوق رؤوسهم ويوقع بهم العديد من القتلى والجرحى، هذا الجنرال "على حد وصف الصحف الأوروبية له" الذي قاد عملية نصب الكمائن لجنود العدو الارهابي فيجندلهم ما بين قتلى ومصابين ليرتفع صراخهم من الذعر والرعب والألم ليعلو على هدير طائراتهم وضجيج دباباتهم، هذا النموذج الاستشهادي الذي أفرغ من جلادته وصبره على كل المخيم ألوانًا من الصبر والتحدي، والذي أفشل كل محاولات العدو الهادفة.. إلى تفريغ المخيم من قاطنيه ليسهل عليهم فيما بعد تدميره فوق رؤوس المقاومين، فإذا بالمخيم كله، حجارته.. مجاهديه.. منازله وساكنيه من الشيوخ والنساء والأطفال يتحولون إلى جنود مرابطين مقاومين يأتمرون بتوجيهات الجنرال محمود طوالبة ليسطر أروع المعارك، ويكتب أجمل صفحات تاريخ هذا الشعب، ملحمة البطولة والانتصار، التي دفعت قادة جيش العدو ومحلليه السياسيين للاعتراف بأن ملحمة جنين كانت ملحمة حركة الجهاد الإسلامي، ملحمة الجنرال محمود طوالبة.
أيها الجنرال "صدقت الله فصدقك الله ونحن على ذلك من الشاهدين" ألم تقل ذلك لأمينك العام يا محمود؟ حينما خاطبك بأن الحرب كر وفر، فقلت له "إن الملتقى في الجنة بإذن الله" وها أنت ترتقي إلى الجنان شهيدًا فذًا، لا تعرف للانكسار طريقًا وتضع كل ألوية الجيوش العربية تحت ثقل أرطال النحاس والنياشين التي يصغرون تحتها وينوء بهم حملها، تضعهم في حجمهم القميء فيما أنت تتطاول فوق الرؤوس والتيجان لترتقي مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين.
يا محمود كسرت قيدك منذ أقل من شهرين ووضعت سجانيك في خندق العمالة من الذين سلموا أشقائك وإخوانك لجنود العدو ، وهم يختبئون كما الجرذان في دهاليز العتمة والعار.
يا محمود نحن لا نرثيك ولكن نبكيك كبكاء النبي صلى الله عليه وسلم لحمزة رضي الله عنه في معركة أحد ونقول: على مثل محمود فلتبكي البواكي.. ولكن يا محمود إن أمهاتنا لا زلن قادرات على إنجاب القادة والجنرالات أمثالك.
يا محمود. إن دمك يتوزع على دماء الأباء والأمهات لينجبن من أمثالك وأمثال إخوانك المجاهدين.
فسلام عليك يا محمود في الخالدين.. سلام على المجاهدين في جنين ومخيمها وفي نابلس وقلعتها وفي بيت لحم وكنيستها وفي الخليل وحرمها..
سلام على هذا الشعب الذي كشف هشاشة هذا العدو وأكد حقيقة هذه الدولة العبرية السائرة نحو الزوال.
يا شعبنا الأبي.. هذا هو أنت.. هذا هو محمود.. هذه هي معركة جنين.. هذه هي حركة الجهاد الإسلامي وحماس وكتائب شهداء الأقصى وكل المقاومين الأبطال.. هذا هو طريق الانتصار وطريق كسر قيود الذل والعار.
الجرح النازف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-09-2008, 07:40 PM   #14
الجرح النازف
عيساوي مميز

الصورة الرمزية الجرح النازف
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 19

الجرح النازف عضو في طريقه للتقدم




/
\

كان خروج صلاح خَلَف من يافا في 13 أيار/ مايو 1948م قبيل إعلان دولة إسرائيل بأربع وعشرين ساعة مع عائلته تحت وابل من القذائف التي أطلقتها المدفعية اليهودية، حادثًا سيظل محفوراً في ذاكرته إلى الأبد، ذاكرة ذلك الصبي الذي لم يتجاوز عمره حينذاك الخامسة عشر، ذاكرة غصَّت بصور مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين سلكوا طريق المنفى.
لم يكن يخطر بباله - وهو على ظهر المركب الذي يغادر ميناء يافا باتجاه غزة - أسباب المغادرة، كل ما كان مقتنعاً به - شأن ذويه - أنه ليس أمامهم سبيل آخر للإفلات من الموت، ومع أمواج البحر التي كانت تتقاذف هذا المركب طافت به الذكريات في يافا في حي بمواجهة البحر يُدعَى: "الحمام المحروق" حيث وُلِد، سيتذكر والده صاحب البقالة التي كان يساعده فيها هو وشقيقه الأكبر: عبد الله بعد أن ينتهوا من المدرسة، وعَلَّمته هذه البقالة بعض الكلمات العبرية من خلال تعاملاته مع الزبائن اليهود الذين كانوا يشكّلون نصف الحي، وكانت تربطهم بعائلته علاقات طيبة، وسيتذكر صداقته للطلاب اليهود وما جنته عليه هذه الصداقة من ويلات؛ حيث كانت سبباً في فرض الإقامة الجبرية عليه وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، مما غرس في قلبه بذور الحقد على الصهيونية والإنجليز، يستذكر نفسه شِبْلاً في منظمة "النجادة" الفلسطينية التي نشأت لمقاومة منظمة "الهاجانا" اليهودية وكيف كان نشاطه فيها.
وكانت صورة أبيه وهو يمسك بيده مفاتيح بيتهم في يافا ويقول له: إننا سنعود، هي آخر ما مر به من ذكريات قبل أن يحط به المركب في ميناء غزة، وكانت سنوات اللجوء إلى غزة من أكثر سِنِيِّ حداثته كآبة، رغم أنه لم يكن في عداد الأكثرين حرمانًا، توجه إلى القاهرة عام 1951م؛ ليتابع دراسته الجامعية وانتسب إلى دار العلوم، ثم حصل بعدها على دبلوم تربية وعلم نفس من جامعة عين شمس.
وجوده في القاهرة كان نقطة انطلاق لعملية النضال، حيث تعرف على ياسر عرفات الطالب في كلية الهندسة آنذاك، وبدأ ينمو توجه بين عدد من الطلبة – كان هو من بينهم - يدعو إلى ضرورة اعتماد الفلسطينيين على أنفسهم بعد أن فقدوا الثقة بالأنظمة العربية، فقرروا عام 1952م مباشرة هذه الفكرة بتقديم ترشيحهم إلى قيادة اتحاد الطلاب الفلسطينيين، وكان التشكيل الوحيد الذي يمثل قطاعًا ما من الرأي العام الفلسطيني، ونجحت لائحة "أنصار الاتحاد الطلابي"، وأثبت ذلك أن الطلاب يتطلعون – وبرغم معتقداتهم الإيديولوجية - إلى عمل وحدوي.
وبدأ التطور في عمل الطلبة الفلسطينيين بعد الغارة الإسرائيلية على غزة في عام 1955م، حيث نظموا المظاهرات والإضرابات عن الطعام، وكان من جملة مطالبهم إلغاء نظام التأشيرات بين غزة ومصر، وإقامة معسكرات تدريب إجبارية تتيح للفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم ضد الهجمات الإسرائيلية، واستجاب الرئيس عبد الناصر لمطالباهم، وبدأت العلاقة تتوطد بين الطلبة والثورة المصرية، ونشط أبو إياد ورفاقه في تجنيد الكوادر وتوطيد هذه العلاقة، بعد أن أنهى أبو إياد دراسته في مصر عاد إلى غزة عام 1957م للتدريس، وبدأ عمله السري في تجنيد مجموعات من المناضلين وتنظيمهم في غزة.
وعلى الطرف الآخر في الكويت كان رفيق دربه: أبو عَمَّار يعمل هناك مهندسًا وينشط في تجنيد المجموعات الفلسطينية. وانتقل أبو إياد إلى الكويت عام 1959م للعمل مدرسًا وكانت فرصة له هو ورفاقه؛ لتوحيد جهودهم لإنشاء حركة تحرير فلسطين "فتح" لتعيد الفلسطينيين إلى أرضهم وحقوقهم وعزم مؤسسو "فتح" على التصدي لكل محاولة لإخضاع الحركة الوطنية لإشراف أية حكومة عربية، لما في ذلك من عقبات قد تثنيهم أو تُبَطِّئ بهم السير نحو هدفهم، وبدءوا بعرض مبادئهم أمام الجماهير الواسعة بواسطة مجلة "فلسطيننا"، وابتكروا جهازين: أحدهما عسكري، والآخر سياسي في الفترة ما بين 1959م –1964م.
وعندما ظهرت منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الشقيري اكتشفت "فتح" خطورة هذه المنظمة التي تشرف فيها الأنظمة العربية على الحركة الوطنية الفلسطينية، وحاول ياسر عرفات وصلاح خلف الاتصال بالشقيري؛ لإقناعه بالتنسيق السري بين نشاطاته العلنية وبين عمل يخوضونه بصورة سرية وكان موقف الشقيري سلبيًّا، ومع ذلك ارتأى عرفات وصلاح خلف أن المشاركة في هذه المنظمة ستجعلهم فاعلين في الحياة السياسية وسيفيدون من مَقْدراتها وإمكانياتها، فانخرط فدائيو "فتح" في جيش التحرير – تحت إشراف المنظمة -.
شهدت أوساط فتح منذ خريف 1964م خلافًا حول حرب العصابات، فمنهم من رأى أن الوقت مبكر وكان الطرف الآخر وعلى رأسهم أبو إياد يرى أن الوضع مناسب لِبَدْء الكفاح المسلح، وأن "فتح" ستتطور إلى حركة جماهيرية بممارسة الكفاح، واستطاع أبو إياد وبحنكته وحكمته من إقناع المتحاورين برأيه.
وجرى توقيت ميعاد أول عملية عسكرية في 31/12/1964م، ومنها كانت انطلاقة البلاغ العسكري الأول باسم "العاصفة".
ورغم التضييقات العربية، وضآلة الدعم الخارجي والخلافات داخل "فتح" واصلت "فتح" حرب العصابات، مما زاد من التوتر بين إسرائيل والبلدان العربية.
شكلت هزيمة العرب في حرب عام 1967م نقطة انطلاق جديد لحركة فتح، فأقيمت قواعد على طول نهر الأردن، وآزرهم في ذلك السكان المحليون والقوات الأردنية، وتُوِّج ذلك بانتصار معركة الكرامة التي على إثرها تدفق الآلاف للانتساب لحركة فتح.
بعد هذه المعركة كان صلاح خلف وراء إصدار بيان عن اللجنة المركزية لفتح يُعْلن تعيين عرفات ناطقًا باسم فتح وبالتالي باسم "العاصفة".
وفي عام 1969م استطاعت حركة فتح السيطرة على منظمة التحرير، وبالتالي آلت رئاسة المنظمة لعرفات وتم دمج الحركة الفدائية في منظمة التحرير، وبدأت المنظمة بتأمين مرتكزات دولية، وكان ذلك باتجاه إلى الدول الاشتراكية التي دعمت كفاح الشعب الفلسطيني بالمال والتدريب والدورات مثل كوبا وفيتنام.
وبدأ اسم أبو إياد يبرز عضوًا للجنة المركزية لفتح، ثم مفوّض جهاز الأمن في فتح، ثم تولّى قيادة الأجهزة الخاصة التابعة للمنظمة. ومنذ عام 1970م تعرَّض لأكثر من عملية اغتيال سواء من الإسرائيليين أم بعض الحركات الفلسطينية المُمَوَّلة من الأنظمة العربية.
وصلت العلاقات بين السلطات الأردنية والمقامة الفلسطينية حد الاشتباك المسلح وذلك في أيلول عام 1970م، واعتُقل صلاح خلف في هذه الأحداث في عمَّان مع عدد من رفاقه، ثم دُعِي إلى القصر الملكي في عَمَّان للقاء الوفد العربي الذي جاء إلى عمان للتوصل إلى وقف المعارك، وتم إخراجه من عمّان على نفس الطائرة التي أقلّت الوفد العربي إلى القاهرة؛ ليشرح للرئيس عبد الناصر الوضع في الأردن، وانتهت المقاومة الفلسطينية في الأردن صيف 1971م، ويُقِرُّ أبو إياد أنه بذلك قُلِبَت صفحة من تاريخنا بصورة نهائية.
كان صلاح خلف من القلة التي عرفت بعض الخفايا التي سبقت حرب أكتوبر 1973م ورافقتها وأعقبتها، حيث أسرَّ السادات له ولعدد من المقاومة الفلسطينية بذلك، طالبًا منهم أكبر عدد ممكن من الفدائيين للاشتراك معه في المعركة، وحضر أبو إياد إدارة غرفة عمليات المعركة مع السادات، وبعد هذه المعركة تبنَّى صلاح خلف مشروع إقامة الدولة على جزء من فلسطين!!، وصولاً إلى إقامة دولة ديموقراطية على كامل فلسطين تضم الفلسطينيين والمسيحيين واليهود!!، وعلى إثر هذا المشروع برزت جبهة الرفض الفلسطينية التي رفضت هذا المشروع.
كان لأبو إياد دور بارز في لبنان إبَّان الحرب الأهلية؛ فقد كان أحد قادة المقاومة المكلف بعملية المفاوضات المعقدة بين الفصائل اللبنانية من جهة، والفصائل اللبنانية والمقاومة الفلسطينية من جهة أخرى، وشارك في الإعداد لاتفاقية شتورا عام 1977م التي نظمت هذه العلاقة
الجرح النازف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-09-2008, 07:41 PM   #15
الجرح النازف
عيساوي مميز

الصورة الرمزية الجرح النازف
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 19

الجرح النازف عضو في طريقه للتقدم




الشهيد ماجد أبو شرار(1936-1981م)


مـــولده
ولد ماجد في قريته دورا قضاء الخليل عام 1936، وقد عاش طفولته بين القمم الشماء التي تشتهر بها منطقة الخليل بما تمثله من صلابة وشموخ ، وبين عناقيد العنب وغابات التين والزيتون ، ترعرع ماجد وأنهى مرحلة الابتدائية في مدرسة قريته ، وهو الأخ الأكبر لسبعة من الأبناء الذكور الذين رزق بهم والدهم الشيخ محمد عبد القادر أبو شرار ، ومعهم ثلاث عشرة أختا .

والـــده

كان يعمل والده فنيا لللاسلكي في حكومة الانتداب البريطاني حتى إذا كانت حرب 1947/1948 التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة الشهيد عبد القادر الحسيني ضابطا في جهاز الإشارة . وعندما حلت الهزيمة بالجيوش العربية صيف 1948 آثر مرافقة الجيش المصري الذي انسحب إلى قطاع غزة مع كل أفراد أسرته على أمل أن يعاود ذلك الجيش باعتباره العمود الفقري للجيش العربي الكرة من جديد في محاربة الكيان الصهيوني الذي بدا يفرض وجوده على الأراضي الفلسطينية المغتصبة .

لكن الرجل بقي في غزة واستقال من الخدمة العسكرية عندما ران الجمود على جبهات القتال وألقت الهدنة الدائمة بظلالها الكئيبة على حدود فلسطين المغتصبة ، واستفاد أبو ماجد من دبلوم الحقوق الذي كان يحمله ، فعمل مسجلا للمحكمة المركزية بغزة ثم قاضيا ، ثم تقاعد وعمل محاميا أمام المحاكم الشرعية حتى وفاته عام 1996 بمدينة غزة .

دراســـته
وفي غزة درس ماجد المرحلة الثانوية، وفيها تبلورت معالم حياته الفكرية والسياسية ثم التحق عام 1954 بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية ومنها تخرج عام 1958م حيث التحق بأمه وإخوانه الذين كانوا قد عادوا -من أجل الحفاظ على أملاكهم- إلى قريتهم دورا قضاء الخليل /جنوب الضفة الغربية بينما بقي الوالد مع زوجته الثانية وأنجالها في قطاع غزة .

تطور وعيـــه الوطني
في الأردن عمل ماجد مدرسا في مدرسة "عي" قضاء الكرك ثم أصبح مديرا لها وتعاقد مع ثري سعودي فسافر إلى الدمام ليعمل محررا في صحيفته اليومية "الأيام" سنة 1959م. وكان ماجد في غاية السعادة حين وجد نفسه يمتلك الوسيلة العصرية للتعبير من خلالها عن أفكاره السياسية والوطنية ، و في أواخر عام 1962 التحق بحركة (فتح) حيث كان التنظيم يشق طريقه بين شباب فلسطين العاملين في تلك المنطقة التي عرفت رموزا نضالية متميزة في قيادة فتح أمثال المهندسين الشهيدين عبد الفتاح حمود وكمال عدوان والأخوة أحمد قريع وسليمان أبو كرش والشهيد صبحي أبو كرش ومحمد على الأعرج والحاج مطلق القدوة وغيرهم

تفرغه في الإعـــلام
في صيف 1968 تفرغ ماجد أبوشرار للعمل في صفوف الحركة بعمان في جهاز الإعلام الذي كان يشرف عليه مفوض الإعلام آنذاك المهندس كمال عدوان ، وأصبح ماجد رئيسا لتحرير صحيفة "فتح" اليومية ، ثم مديرا لمركز الإعلام ، وبعد استشهاد كمال عدوان أصبح ماجد مسؤولا عن الإعلام المركزي ثم الإعلام الموحد ، وكما اختاره إخوانه أمينا لسر المجلس الثوري في المؤتمر الثالث للحركة .

ماجـــد والتوجيه السياسي
لقد كان ماجد من أبرز من استلموا موقع المفوض السياسي العام إذ شغل هذا الموقع في الفترة ما بين 1973-1978 ، وساهم في دعم تأسيس مدرسة الكوادر الثورية في قوات العاصفة عام 1969 عندما كان يشغل موقع مسؤول الإعلام المركزي ، كما ساهم في تطوير مدرسة الكوادر أثناء توليه لمهامه كمفوض سياسي عام .

ماجـــد رجل المواقف
مثل ماجد قيمة فكرية ونضالية وإنسانية وأدبية ، وعرف عنه كفاءة في التنظيم وقدرة فائقة على العطاء والإخلاص في الانتماء ، وقد اختير عام 1980 ليكون عضوا في اللجنة المركزية لحركة (فتح) ، وكانت لماجد مواقف حازمة في وجه الأفكار الانشقاقية التي كانت تجول بخلد بعض رموز اليسار في صفوف حركة (فتح ) فلا أحد منهم يستطيع المزاودة عليه فهو ذو باع طويلة في ميدان الفكر ، وكان سببا رئيسيا في فتح الكثير من الأبواب المغلقة في الدول الاشتراكية أمام الثورة والحركة . ومن هنا لم يستطع أصحاب الفكر الانشقاقي أن يقوم بارتكاب تلك الخطيئة الكبرى -المحاولة الانشقاقية عن فتح تمت في سنة 1983- إلا بعد رحيل صمام الأمان ماجد أبو شرار .

ماجـــد المفكر والكاتب
ماجد كفاءة إعلامية نادرة ، كما هو قاص وأديب، ولقد صدرت له مجموعة قصصية باسم "الخبز المر" كان قد نشرها تباعا في مطلع الستينيات في مجلة "الأفق" المقدسية ، ثم لم يعطه العمل الثوري فسحة من الوقت ليواصل الكتابة في هذا المجال .

وكان ماجد ساخرا في كتاباته السياسية في زاويته "جدا" بصحيفة "فتح" حيث اشتهر بمقالاته : صحفي أمين جدا ..و..واحد غزاوي جدا و...شخصية وقحة جدا..و.. واحد منحرف جدا.

استشـــهاده
لم تستطع (إسرائيل) أن تحتمل أفكار ماجد والتي يجود بها قلمه السيال كما لم تحتمل من قبل كتابات غسان كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان . فدبر له عملاء الموساد شراكا قاتلة كان ذلك في صبيحة يوم 9/10/1981 حيث انفجرت تحت سريره قنبلة في أحد فنادق روما أثناء مشاركته في فعاليات مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فصعدت روحه إلى بارئها ، ونقل جثمانه إلى بيروت ليدفن في مقابر الشهداء، وهكذا انتهت رحلة الجوال الذي انطلق من "دورا" إلى غزة إلى مصر الكنانة إلى السعودية إلى الأردن، إلى دمشق وبيروت ، ومنها عبر الآفاق إلى معظم عواصم العالم من هافانا في أقصى الغرب إلى بكين في أقصى الشرق.
الجرح النازف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-09-2008, 07:42 PM   #16
الجرح النازف
عيساوي مميز

الصورة الرمزية الجرح النازف
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 19

الجرح النازف عضو في طريقه للتقدم




الشهيد القائد رائد الكرمي


حينما كان رائد الكرمي طفلا صغيرًا ابن 7 سنوات توفيت والدته، ولم يدرك أن دولاب الزمان الذي لا يتوقف عن الدوران سيقوده إلى زمان آخر، تصبح فيه شجاعته مدار حديث الكبار والصغار ليس فقط في أنحاء فلسطين بل وخارجها أيضًا.

وتقول زوجة رائد الكرمي لشبكة "إسلام أون لاين.نت" الأحد 28-1-2002: "إن رائد كان إنسانًا بسيطًا متواضعًا، ولم يكن من أصحاب التعليم العالي؛ فهو لم يكمل تعليمه الإعدادي، وخرج من المدرسة وهو لا يزال في المرحلة الابتدائية، ليبدأ مسيرة حياة صعبة كان لها الأثر في صياغة شخصيته الوطنية فيما بعد".

وتؤكد الزوجة أن تاريخ زوجها القصير كان مليئا بقمع الاحتلال منذ سنوات حياته الأولى؛ فهو عاصر الانتفاضة الكبرى في عام 1987، وكان عمره آنذاك 14 عاما، مرورا بسنوات الاعتقال التي تعرض لها، ووصولا إلى انتفاضة الأقصى الحالية التي أثار خلالها الرعب في نفوس القيادات الأمنية الإسرائيلية؛ وهو ما دفعهم إلى وضعه في مقدمة قائمة للمطلوبين.

من "المقليعة" إلى الرشاش :

أما "أم رائف" -زوجة والده التي تعهدت بتربيته منذ الصغر- فتقول: إن رائد كان يعشق لعبة "يهود وعرب" التي كان يلعبها صغار الحي الذي يعيش فيه؛ حيث كان رائد يقوم دوما بدور العربي الذي يضرب بسلاحه البسيط اليهودي الغادر الذي احتل الأرض واستوطنها.

وكانت تنظر بعينين دامعتين وهي تروي سنوات نضال ابنها الذي احتضنته منذ أن بدأ يصنع "المقليعة" -أو "الشعبة"- والمشاركة في رمي جنود الاحتلال ودورياته بالحجارة في الانتفاضة الأولى، وكان يقوم بإشعال إطارات السيارات، واستمر على ذلك سنوات حتى اصبح ابن 18 عاما، عندما أصيب برصاصات قاتلة في صدره ويديه، وحينها اعتبر الجميع "رائد" في عداد الأموات، وبدأ الجميع يعد لفتح بيت العزاء له، إلا أن يد الله تدخلت -كما تروي أم رائف- لتعود الحياة بشبه معجزة إلى رائد.

لكن الجيش الإسرائيلي -بحسب أم رائف- لم يمهل رائد طويلا؛ إذ سارع الجنود الإسرائيليون إلى اختطافه من المستشفى، بينما جروحه ما تزال تنزف، وحولوه إلى التحقيق في زنازين الاعتقال، واستمر في غرف التحقيق لمدة 21 يوما، تم شبحه (مده كالمصلوب) خلالها من يديه، وبقي معلقا بين الحياة والموت إلى أن حُكم عليه بالسجن 4 سنوات ونصفًا.

الإذلال صنع البطل:

وتقول أخت -رائد المتزوجة في مدينة طولكرم لـ"إسلام أون لاين"- بأن أيام السجن صنعت شخصية أخيها؛ حيث تعمد المحققون إذلاله، وكان مسؤول السجن يأمر الجنود بوضع الطعام لكل المعتقلين إلا لرائد؛ وهو ما جعله يمقت الاحتلال، وزرع الإصرار والتصميم في داخله، بأنه لا راحة له ما دام الاحتلال جاثما على صدور الفلسطينيين.

وتضيف أخت رائد أنه بعد عامين من اعتقاله وقعت اتفاقيات أوسلو التي بموجبها اتُّفق على إخراج معتقلي حركة التحرير الفلسطينية "فتح" من المعتقلات وكان من بينهم رائد؛ ليبدأ في شق حياة جديدة؛ ظنا منه أن زمن السلام قادر على محو الآم الاحتلال، وقام بزيارة إلى الأردن، وهناك قابل رائد ابنة خاله "ليندا"، وارتبطا وعادا إلى أرض فلسطين؛ ليكتب لها القدر أن تكون الأقرب التي تشاركه ما هو آت.

وكان دخول "شارون" ساحات المسجد الأقصى في 28 سبتمبر 2000 نقطة تحول جذرية أعادت "رائد" إلى أحضان المقاومة؛ حيث لم يطق ما كان يراه بأم عنينه، وما كان يعايشه من أشكال العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني؛ فقرر من جديد أن يعود إلى المقاومة، خصوصا بعد اغتيال أقرب المقربين إليه، وهو أمين سر حركة فتح في طولكرم"د. ثابت ثابت"، و"معتز السروجي"، و"طارق القطو".

لكن "رائد" الذي شبّ ليصبح في السابعة والعشرين، وجد الحجر صغيرا في مقاومة الطائرة والدبابة؛ فانتفاضة الأقصى الحالية لم تعد كالانتفاضة السابقة؛ فالممارسات الإسرائيلية اشتدت وتضاعفت وتعددت أشكالها؛ وهو ما دفع رائد إلى اتخاذ قرار بحمل البندقية، وبدء مسيرة جديدة من المقاومة.

صقر الكتائب:

بعد اغتيال مسؤول فتح الأول في مدينة طولكرم "د. ثابت ثابت"، كان لرائد السبق في تشكيل مجموعات "ثابت ثابت" التي قررت الانتقام لاغتياله.

وتطور الحال بعد عام.. حينما قررت حركة فتح المشاركة الميدانية في الانتفاضة المسلحة، بعد أن كانت مشاركتها على مستوى القاعدة فقط، وحينها قام رائد بتشكيل خلايا صغيرة أُطلق عليها اسم "كتائب شهداء الأقصى"، التي كان لعملياتها السريعة في الرد على عمليات الاغتيال أثر كبير في إسرائيل، وبدأت الحكومة الإسرائيلية إثر عملياتها المتلاحقة باتخاذ إستراتيجية جديدة باستهداف حركة "فتح" وقادة مجموعات كتائب شهداء الأقصى، وفي مقدمتهم" رائد الكرمي" الذي أُطلق عليه "صاحب الرد السريع" و"صقر الكتائب".

وتقول شقيقة رائد بأن أخاها تعرض لأربع عمليات اغتيال؛ كانت أولاها إطلاق عدة صواريخ من طائرات "أباتشي" عليه قرب مخيم طولكرم في شهر سبتمبر2001، ومن ثم محاولة قتله من قِبل قوة خاصة إسرائيلية، وفي المرة الثالثة كانت محاولة استهدافه عبر تسريب رصاصة ملغومة له انفجرت حينما وضعها في رشاش "الأم 16" الذي كان يحمله، وكان آخرها عملية الاغتيال التي أودت بحياته حينما انفجرت عبوة ناسفة كبيرة أمام باب منزله تحول بعدها إلى أشلاء.


انتقم لدموع طفلة:

ويؤكد العديد من المقربين إلى رائد أن غيابه سيترك فراغا كبيرا ليس عند عائلته فحسب؛ بل عند الكثير من العائلات الفقيرة التي كان رائد يعطف على أولادها، ويثأر لها من الاحتلال.

وتروي شقيقته لـ"إسلام أون لاين.نت" بأنها لا تنسى أبدا مشهدا رأته؛ ففي أحد أيام الانتفاضة كانت العائلة تجلس أمام التليفزيون، وعرض آنذاك صورة لطفلة صغيرة عمرها 6 سنوات، كانت تبكي أباها الذي قتله الجنود الإسرائيليون في قرية "شويكة" المجاورة لطولكرم.

وتقول: إن رائد تأثر بمشهد الفتاة حتى البكاء، وأقسم لها وهي على شاشة التليفزيون بأن ينتقم لأبيها، ونفذ في ذات الليلة عملية قتل فيها مستوطنًا وجرح آخر بحالة خطيرة.

وفي ختام حديثهم تمنت والدته التي ربته –زوجة أبيه- وشقيقاته وزوجته أن يكون رائد قد استُشهد في معركة وجها لوجه مع الإسرائيليين على أن يؤخذ غدرا على أيديهم، لكنهم فخورون جدا بهذا الابن الذي حصل على وسام "البطولة" من رئيس السلطة الفلسطينية "ياسر عرفات" قبل شهرين من استشهاده، وعُين من قبله قائدًا لتنظيم "فتح" في شمال الضفة الغربية.

ويقول سكان المدينة والمقربون منه: إن رائد تمكن من أن يحول مدينة "السلام" -مدينة طولكرم، كما كان يطلق عليها- إلى مدينة التحدي والصمود في وجه الاحتلال، حتى أصبح اليهود يصفونها بأنها "مرتع للإرهابيين".

ويؤكد الجميع أن رائد الذي ولى شهيدا، ترك خلفه قطارا يسير؛ حيث لم تتوقف المقاومة من بعده بل زادت أضعافا، وربما سيواصل طفل رائد الصغير الذي لا يزال في أحشاء أمه مسيرة المقاومة.

الجرح النازف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-09-2008, 07:48 PM   #17
حنظله
مشرف رياضه عالمية وقسم قضيتنا

الصورة الرمزية حنظله
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 0

حنظله is an unknown quantity at this point





ولد الشهيد وديع حداد في مدينة صفد في العام 1927 ، وكان والده يعمل مدرساً للغة العربية في إحدى المدارس الثانوية في مدينة حيفا ، وبحكم وجود والده في مدينة حيفا فقد تلقي تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي في هذه المدينة ، وأثناء وجوده على مقاعد الدراسة بمراحلها المختلفة تميّز الشهيد وديع بذكائه المتقد ونشاطيته المميزة وتفوقه في مادة الرياضيات ، كما أنه كان شابا رياضياً يمارس رياضة الجري وأنشطة رياضية أخري.

ونتيجة للمأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني نتيجة النكبة عام 48 ، اضطر الشهيد وديع للهجرة من وطنه ولجوئه مع عائلته ووالده إلي مدينة بيروت حيث استقر بهم المآل هناك ، وفي هذه الأثناء التحق وديع بمقاعد الدراسة في الجامعة الأميركية ليدرس الطب.

لقد ولّدت النكبة داخل الشهيد وديع شعوراً عالياً بالمسؤولية تجاه شعبه وقضيته التي إزدادت مأساوية علي ضوء النكبة ، الأمر الذي عكس نفسه علي اهتماماته وتوجهاته المستقبلية ، ودفعت به باتجاه الإنخراط الفعلي في الفعل الوطني الكفاحي للشعب الفلسطيني ، وقد تجلّت بواكير هذه التوجهات خلال انخراطه وهو ما يزال علي مقاعد الدراسة في اغاثة أبناء شعبه المشردين جراء النكبة ، ولاحقاً عبر انخراطه في جمعية "العروة الوثقي" التي بدأت بلعب دور سياسي بعد انخراط الشباب القومي المتحمس للعمل السياسي بها ، وتولي الشهيد وديع موقعاً قيادياً في هذه الجمعية.

وما أن أعلن عن تشكيل "هيئة مقاومة الصلح مع اسرائيل" والتي تم تشكيلها من قبل "الشباب العربي القومي" تصدّر الشهيد وديع الأنشطة السياسية التي كانت تقوم بها هذه الهيئة كعضو قيادي فيها ، وكانت هذه الهيئة تقوم بأنشطة عديدة لمناهضة الصلح تمثلت بالمظاهرات والمنشورات ، الى جانب دورية "الثأر" ، ويمكن القول أن الشهيد وديع بدأ عمله السياسي كمحترف وقائد سياسي وجماهيري بعد تخرجه كطبيب من الجامعة الأمريكية وانتقاله الى ساحة الاردن والتحاقه برفيق دربه الدكتور جورج حبش الذي كان قد سبقه الي هناك ، ليشكلا معاً العيادة المجانية إلي جانب عيادتيهما ، معتبرين نشاطهما الأساسي والرئيسي ، النشاط الوطني والقومي وليس الطبي.

وفي سبيل تعميق وتجذير التوجه الذي اختطّاه في العيادة الطبية ، قاما بإنشاء صفوف تدريس لمحو الأمية لكبار السن ، كما استطاعا وعبر رفاق اردنيين أعضاء في الحركة النفاذ إلي نادي "المنتدي العربي" واعتباره أحد المنابر التي إنطلق نشاط الحركة من خلاله.

وقد تتوجت تلك التوجهات ببلورة نواة كحركة القوميين العرب في الأردن ، استطاعت وبزمن قياسي أن تساهم بشكل أساسي في المواجهات التي خاضتها الحركة الوطنية الأردنية في مواجهة "تمبلر" ومشروع حلف بغداد واسقاط حكومة هزاع المجالى وتالياً تدريب قيادة الجيش رحيل كلوب باشا ، وقد مثلت هذه التوجهات بداية نهوض وطني عام في الأردن.

وعلي ضوء هذه المعارك والمواجهات والدور الملموس الذي لعبته الحركة خلالها ، أصبحت تحظي بدور وسمعة جماهيرية عالية وكبيرة ، وبرز الشهيد وديع بوصفه الدينامو المحرك والموجه لفعلها الميداني المتنامي.

لكن النظام الأردني لم يسلم بالهزيمة التي لحقت به ، وقام بهجوم معاكس تمثل بانقلابه الأسود في نيسان عام 1957 ضد حكومة النابلسي الوطنية ، واتبعها بحملة اعتقالات واسعة طالت رموز وقيادات الحركة الوطنية ونشطائها ، وكان من ضمن الذين ألقي القبض عليهم الدكتور وديع الذي أودع في المعتقل الصحراوي المعروف "بسجن الجفر".

ومكث الدكتور وديع حداد ثلاث سنوات في معتقل الجفر الصحراوي ، وبعد جهود مكثفة افرجت السلطات الاردنية عنه ، وخلال وجوده في المعتقل مثل الدكتور وديع نموذجاً وقدوة لكافة القوي ، ولم ينس رسالته الانسانية والجماهيرية ، حيث قام وخلال سجنه باغاثة وعلاج أبناء العشائر البدوية المقيمين في المنطقة بشكل طوعي ومجاني.

التحق الدكتور وديع فوراً بمقر الحركة في دمشق بعد تحرره ، وهناك وعلي ضوء العلاقة الجيدة بين الحركة وقيادة الجمهورية العربية المتحدة وعبد النصار ، ونظراً لاندماجه في المواضيع العملية ، انخرط في دورة عسكرية في دمشق وكان المسؤول الأول عن هذه الدورة ، ولاحقاً أسندت له الحركة مسؤولية العمل الفلسطيني والذي كان حتي ذلك الوقت ممثلاً برأس قيادي في إطار الحركة ولم يكن فرعاً متكاملاً.

وعلي ضوء عملية الانفصال التي حصلت بين مصر وسوريا ، انتقل وديع الى بيروت واستمر في تولي مسؤوليته القيادية للجانب الفلسطيني ، وفي مرحلة لاحقة تولي مسؤولية العمل العسكري لكل فروع حركة القوميين العرب حيثما تواجدت ، حيث أسندت له مهمة الإعداد للعمل الفدائي فلسطينياً وعربياً (اليمن - ليبيا - وأقطار أخري) وعلي المستوي الفلسطيني كان الشهيد وديع من أكثر المتحمسين لبدء العمل المسلح ضد الكيان الصهيوني.

وجاءت هزيمة حزيران 1967 لتزيد اندفاعته وحماسه في ممارسة الكفاح المسلح ، خصوصاً وبعدما تأكد عجز الأنظمة العربية وقصور برامجها ، وكان الشهيد وديع مشدوداً لانشاء جبهة فلسطينية كاملة تضم كل القوى المسلحة على الساحة الفلسطينية علي شاكلة الجبهة التي تشكلت في الجزائر ، ولاخراج هذه الفكرة إلي حيز الوجود الفعلي ، قام الشهيد وديع مندوباً عن الحركة بفتح حوار مع كل من حركة فتح وجبهة التحرير الفلسطينية ، و "طلائع حرب التحرير الشعبية" (الصاعقة) وفشلت المحاولة بسبب موقف قيادة فتح من مسألة الجبهة الوطنية.

وفي ظل الأجواء الملبدة بغيوم الهزيمة العربية الرسمية في حزيران 67 ، وفي ظل الشعور المتزايد لدي قيادة حركة القوميين العرب أن النضال القومي قد غيّب الخاص الفلسطيني ، فقد اتجهت الجهود نحو تشكيل أداة فلسطينية تكون مهمتها النضال من أجل تحرير فلسطين ، عبر تبنيها لأشكال نضال ووسائل كفاحية تتخطي وتتجاوز الأشكال والأساليب التى اتبعتها الأنظمة العربية الرسمية ، والتي ثبت عجزها علي مواجهة التوسع الصهيوني واسترداد فلسطين ، وتم تشكيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من شباب الثأر وأبطال العودة وجبهة التحرير الفلسطينية وعدد من الشخصيات والرموز الوطنية القومية الناصرية.

ومنذ التأسيس تولي الدكتور وديع مهمات قيادية أساسية جداً في الجبهة حيث أسندت له مهمتان رئيسيتان هما المالية والعمل العسكري الخارجي ، وأثبت الرفيق الشهيد من خلالهما قدرات قيادية وعملية جديرة بالاحترام والتقدير ، حيث جسد شعار "وراء العدو في كل مكان" بطريقة فاعلة.

ومهما تكن وجهات النظر التي طرحت سابقاً وربما تطرح الآن بخصوص هذا الشكل الكفاحي ، فإن العمليات العسكرية التي نفذتها الجبهة ، والخط التكتيكى العسكري الذي قاده الرفيق الشهيد وديع كانت في حينه ضرورة من ضرورات اشهار القضية الفلسطينية وتعريف العالم بقضية هذا الشعب ومعاناته جراء الغزوة الصهيونية الغاشمة التي شردته من أرضه ووطنه ورمت به في شتات الأرض ومخيمات اللجوء المختلفة.

لسنوات مضت قبل استشهاد وديع عاشت قيادة الجبهة مع الشهيد خلافاً تنظيمياً تلمس رفاق الشهيد د. وديع حداد الدور الكفاحي الذي لعبه علي المستويين الوطني والقومي ، وأعاد المؤتمر الوطني الخامس الإعتبار التنظيمي له ، باعتباره رمزاً وطنياً وفلسطينياً فذاً قدم كل شئ في سبيل فلسطين التي حلم وعمل دائماً من أجل الوصول إليها بأقرب الآجال وبأقصر الطرق.

استشهد في عام 1978 في ألمانيا الشرقية.
التوقيع:
نتلوكُم في لُجةِ الغيابِ شعراً ونثراً ..
و يُرتِلُكم الوطن ، آياتُ فجرٍ قادمٍ ..
حنظله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-09-2008, 07:53 PM   #18
حنظله
مشرف رياضه عالمية وقسم قضيتنا

الصورة الرمزية حنظله
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 0

حنظله is an unknown quantity at this point




ولد الشهيد القائد عمر محمود محمد القاسم في الثالث عشر من تشرين الثاني من العام 1941م في حارة السعدية/الواقعة داخل أسوار مدينة القدس القديمة، من أبوين متوسطي الحال. وترجع أصول عائلة القاسم إلى بلدة الطيرة القريبة من حيفا، التي أقامت فيها حتى عام 1911م، وبعدها انتقلت إلى قرية "حبله" الواقعة قضاء محافظة قلقيلية حيث ما زالت عائلة القاسم تقيم فيها حتى يومنا هذا.
أما والد الشهيد عمر، فبحكم عمله كسائق في إحدى شركات نقل الركاب في ذلك الوقت، فقد كان كثير الترحال والتنقل من قرية الى قرية، ومن مدينة إلى أخرى. كان المستقر الدائم للوالد الكريم داخل أسوار مدينة القدس، التي أحبها بشكل خاص لقدسيتها واحتوائها على كثير من المعالم والشوارع والأحياء القديمة، إضافةً إلى كونها مقراً لعمله.
وقد تزوج محمود محمد القاسم/ والد الشهيد في عام 1938م، وأحضر زوجته، والتي بقيت على ذمته حتى يوم وفاته في تاريخ 4-3-1989 م ، من بلدة سلمة ، وكون أسرة كبيرة، عدد أفرادها تسعة أفراد ( ستة من الذكور وثلاثة من الإناث)، وكانت الأسرة، ما زالت تعيش في ضواحي مدينة القدس في حي الشيح جراح حتى وفاة الشهيد عمر، ورغم تشتت معظم أفراد العائلة لأسباب كثيرة، واضطرارهم للعيش في عدد من الدول العربية المجاورة، من أجل الدراسة و العمل، إلا أن الوالدة الكريمة كانت ما زالت متمسكة بمنزلها، وإلى جانبها أحد أبنائها واحدى بناتها حتى الرابع من حزيران المقبل اذ تصادف الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد القائد الوطني عمر محمود القاسم ويوم الرابع من حزيران المنصرم، مرت الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاده، هذه الذكرى، العزيزة على قلب كل مواطن فلسطيني حر، وعلى كل أبناء شعبنا المناضل في كل مكان، فأصدقاء الشهيد ورفاقه في السجن وخارجه وفي كل بقعة من ارض الوطن، يعرفون من هو الشهيد عمر القاسم، وإذا كنت احيي ذكرى استشهاد أخي، فإنني في ذكراه احيي ذكرى كل الشهداء الأبطال، الذين سقطوا على ثرى ارض فلسطين، خلال معركة النضال الطويلة والمريرة ضد الاحتلال الصهيوني النازي البغيض، فرووا وطهروا بدمائهم الزكيه ارض الوطن، فزادوها قدسية على قدسيتها.
استشهد القائد عمر القاسم بعد اعتقال دام أكثر من واحد وعشرين عاما من الاعتقال، قضاها في غياهب سجون الاحتلال، متنقلا من سجن إلى سجن، ومن زنزانة إلى زنزانة، بحيث لم يبق سجين واحد لم يعرفه، أو لم يلتق به، فكل السجناء منذ عام 1968م وهو تاريخ اعتقاله، وحتى يوم استشهاده في الرابع من شهر حزيران 1989م، عرفوه مناضلا صلبا، وقائدا فذا في سجون الاحتلال، مارس النضال داخل وخارج السجن، بأروع صوره، لقد أطلق عليه زملاؤه بالمعتقل شيخ الأسرى والمفكرين، لما كان يتمتع به من قوة وبأس، قوة بالفكر والارادة، حيث اعتبره زملاؤه من ابرز المفكرين والمثقفين، الذين دخلوا المعتقلات الإسرائيلية، كما لقبه شعبه بمانديلا فلسطين.
يقول أخي الشهيد في احدىرسائله إلى أحد أصدقائه خارج السجن:
( لكل كائن حي، دورة حياة، وبعد أن تكتمل هذه الدورة، فان الحياة تلفظه جانبا، ويبقى كذلك، إلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولكن، إذا قرر أحدهم، الا يقف جانبا، فقد يضطر إلى مضغ طعامه مرتين، الأولى حقيقية، وفيها يتذوق طعامه ويشعر بلذته، وبالمرة الثانية تكون زائفة، حيث لا يشعر بلذة أو طعم، وإنما مجرد أن يملأ الفم بالطعام لسد جوعه، كل هذا لأعبر لك، عن مدى تذوقي لطعم الحياة، فالأحداث تتكرر أمامي، فتبدو زائفة أحيانا، وإذا ما اضطررت لصنع أحداث جديدة، فهذا يتطلب مني ثمنا باهظا).
وعن خصائص السجن يقول أخي في رسالةأخرى:
)إن العزاء الوحيدة لنا بالسجن، هو وجودنا على ارض الوطن، والتعرف على أبناء صهيون عن قرب، من خلال وجودنا معهم وجها لوجه، أنتم ربما تقرأون أو قرأتم عن الصهيونية في الكتب والمجلات، ولكننا ونحن داخل السجون، نلمسها طيلة أربع وعشرين ساعة في اليوم).
قال لي أخي مرة قبل استشهاده:
) إذا استشهدت، فلا تأخذوا ثمن استشهادي، فروحي فداء حبي لوطني ولشعبي) .
رغم فاشية، ونازية الحركة الصهيونية، فقد ارتقى أخي الشهيد بأخلاقه ومبادئه إلى القمة،
حيث قال في أحد رسائله بتاريخ 31-7-1986 م:
( لن نسمح للحقد والممارسات الفاشية والعنصرية الصهيونية، أن تخلق في نفوسنا الرغبة في الرد عليهم بالمثل، والنظر، للديانة اليهودية بشكل عنصري، فإننا سنحارب العدو، بما يخدم القيم الوطنية والإنسانية والسلام العالمي، رغم أننا نتألم للمآسي التي تسببها حربهم العدوانية ضدنا، وممارساتهم العنصرية، ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وضد أطفاله ونسائه، والرجال الكبار بالسن منهم، وللشعوب العربية، وحتى للإسرائيليين أنفسهم ) .
في الذكرى الخامسـة عشـرة لاستشهاده كتب عبد الناصر عونيفروانة وهو أسير محرر ويعمل بوزارة الأسرى والمحررين بغزة بتاريخ 4-6-2004م:
( مَن لَم يَعرف عمر القاسم، لا يعرف الحركة الوطنية الأسيرة... فهو علم من أعلامها ورمز من رموزها، وأحد أبُنائها الأساسيين، وكان على الدوام عماداً أساسياً من أعمدتها الراسخة... فكان في حياته قائداً فذاً، ومناضلاً شرساً، وأسيراً شامخاً، ونموذجاً رائعاً، وفي مماته شهيداً خالداً، و قنديلاًً لن ينطفئ نوره، نعم هذا هو عمر القاسم لمن لا يعرفه، بل يعجز القلم عن وصف خصاله وتجف الكلمات حينما تسرد سيرته، وتنحني القامات تقديراً، حينما تتحدث عن بطولاته ومواقفه .
وبالرغم من قسوة السجن والسجان، و الشروط الحياتية القاسية، والمعاملة اللا إنسانية، إلا أنه لم يستسلم للواقع المرير، فكان صلباً مخلصاً، وعنيداً غيوراً، وصبوراً كصبر الجمال، لم يساوم على مبدأ، وكان من القلائل الذين يمتلكون الثقافة التنظيمية والسياسية والثورية، فلعب دوراً بارزاً في وضع اللبنات الأولى لعملية التثقيف التنظيمي والسياسي، وساهم بوعيه وثقافته في التعبئة والحشد المعنوي في إعداد الأسرى، وفي مواجهة إدارات القمع الإسرائيلية، لتحسين ظروف الاعتقال، فشارك مع رفاقه المعتقلين في العديد من الإضرابات عن الطعام، بل وكان من أبرز الداعين لتلك الإضرابات، ومن قياداتها، كما شارك في العشرات من الخطوات الاحتجاجية، ونسج علاقات قائمة على الاحترام، فحظي باحترام الجميع، ففرض نفسه بقوة على الساحة الاعتقالية، بأخلاقه وسلوكه، وحفر اسمه بحروف من نور، بمواقفه البطولية، وغدا عمر القاسم، نموذجاً وقائداً لكل الحركة الوطنية الأسيرة.
نعم عمر القاسم، هو القاسم المشترك، بين الأطياف السياسية للحركة الوطنية الأسيرة، وبعد عملية تبادل الأسرى عام 1985م بين الجبهة الشعبية- القيادة العامة وإسرائيل، والتي لم يفرج في إطارها عنه، تعرضت الحركة الأسيرة في كافة السجون الإسرائيلية لهجمة شرسة من قبل إدارة السجون، لسحب إنجازاتها ومكاسبها وكسر شوكتها وإذلالها، إلا أن عمر القاسم بتجربته الغنية وشجاعته وصمود زملائه وإصرارهم، كان لهم رأي آخر، فتصدوا وبحزم وببسالة لذلك، من أجل تثبيت تلك المكاسب، والتي تحققت بفعل دماء وآلام الأسرى، وقد كان لعمر القاسم دور قيادي مميز في ذلك.
ومن مواقفه البطولية، عندما قامت مجموعة مسلحة تابعة لتنظيمه الذي ينتمي إليه، بتنفيذ عملية " معالوت " (ترشيحا) في منطقة الجليل، واحتلالها مبنى مدرسة عسكرية، واحتجاز من فيها من الطلبة كرهائن، استدعت إدارة السجن الشهيد "عمر القاسم" ومعه الشهيد " أنيس دولة" وأخذوهما على متن طائرة مروحية إلى مكان العملية، وأعطوه الميكروفون، ووضعوه على ظهر آلية عسكرية، وطلبوا منه مفاوضة الفدائيين لتسليم أنفسهم، وإطلاق سراح الرهائن، لكن عمر القاسم رفض طلبهم بإصرار، وطلب من قادة العملية، عدم الوثوق بالوعود الإسرائيلية، وأبلغهم بأنه يتوجب عليهم، أن ينفذوا تعليمات قادتهم بحذافيرها، فانهال عليه الجنود الصهاينة بالضرب المبرح، وأعادوه إلى زنازين المعتقل الانفرادية كعقاب له، وبقي فيه، إلى أن استشهد داخله في 4-6-1989م ) .
التوقيع:
نتلوكُم في لُجةِ الغيابِ شعراً ونثراً ..
و يُرتِلُكم الوطن ، آياتُ فجرٍ قادمٍ ..
حنظله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-09-2008, 08:37 PM   #19
الجرح النازف
عيساوي مميز

الصورة الرمزية الجرح النازف
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 19

الجرح النازف عضو في طريقه للتقدم

افتراضي


الشهيد القائد نايف ابو شرخ





نايف أبو شرخ القائد العام لكتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية كان واحدا من أولئك الرجال الذين وقفوا في وجه الفساد ليقول بملء فيه "لا" كبيرة تخرج من رحم معاناة أبناء شعبه .. من أزقة البلدة القديمة لنابلس ، "لا" لكل مشاريع التسوية المشبوهة .. "لا" لكل المؤامرات التي تحاك في الظلام .. "لا" لكل المبادرات التي تنال من حقوق الشعب الفلسطيني باسم الواقعية و"البراغماتية" و"العقلانية".

ولد الشهيد نايف فتحي أبو شرخ في البلدة القديمة من نابلس عام 1966 ليعيش بين خمسة أخوة كان هو أكبرهم ونشأ حياة قاسية صنعت منه رجلا قويا إذ عمل منذ صغره في منشار للحجر ومصنع للبلاط وكانت طفولته في أجواء نكبة حزيران التي تبعته بعد عام واحد من خروجه للدنيا وكان لها أثرها الواضح في شخصيته التي تبغض الاحتلال ولا تنام عيناه على الذل والهوان فكان منذ صغره يشارك في مقاومة المحتلين فاعتقل مرتين في صباه إحداهما لمدة شهر والأخرى لمدة 18 يوما وتزوج في العام 83 من ابنة عمه ليرزق منها بطفلين وسرعان ما يعاد اعتقاله في العام 86 ليحرم من احتضان ابنيه لمدة ثماني سنوات هي مدة الحكم الذي صدر بحقه وتنقل خلالها بين سجن نابلس المركزي وسجن "الجنيد" قبل أن يفرج عنه مع قدوم السلطة الفلسطينية أواخر عام 93 ولم يتبق له حينها سوى 16 يوما لإنهاء مدة محكوميته.

وبعد خروجه من السجن رزق بمولودين آخرين وتوجه للعمل على خدمة إخوانه الأسرى من خارج السجن بعد أن كان لهم نعم الأب والأخ والصديق داخل أسوار السجون ، فكان أحد مؤسسي نادي الأسير الفلسطيني وأول مدير له في نابلس إلى أن انتقل إلى العمل في الارتباط الفلسطيني الذي لم يطب له طول البقاء فيه لما رآه من خلل وأخطاء لا يمكن السكوت عنها ، لينتقل للعمل في جهاز المخابرات.

تمتع نايف بشخصية قيادية لعبت دوراً في حشد أصدقاء له من أبناء شعبه على اختلاف توجهاتهم واستثمر هذه الصفة لتوحيد الكثير من الأجنحة في إطار واحد ونجح في توحيد كتائب العودة مع كتائب شهداء الأقصى، كما أن حادثة اغتياله تشير إلى الروح الوحدوية التي تمتع بها إذ كانت شهادته برفقة قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام جعفر المصري وقائد سرايا القدس الشهيد فادي البهتي "الشيخ إبراهيم".

تعرض نايف لأربع محاولات اغتيال خلال انتفاضة الأقصى حيث توجه له قوات الاحتلال المسؤولية عن تجنيد العديد من الاستشهاديين وتحدثت عنه الصحافة الصهيونية كثيرا بأنه يقف حجر عثرة أمام تسويق مشاريع التسوية التي تطرح بين الحين والآخر.. لقد كان نايف يمثل المعادلة التي ينبغي تخطيها بأية طريقة لفرض رغبات ومصالح بعض الجهات المتنفذة!!..

أسرة نايف نالت نصيبها من العدوان الصهيوني أثناء مطاردته فقد هدم منزل العائلة الذي يؤوي خمس عائلات - ثلاث مرات وسبقها إغلاق المنزل بالشمع الأحمر عقب اعتقاله عام 86 أما نجله البكر " فتحي" فقد قامت قوات الاحتلال باعتقاله كما لم تنقطع مداهمات الاحتلال لمنزله للضغط عليه لتسليم نفسه وبلغ الهوس بجنود الاحتلال إلى حد الاعتقاد أنه يختبئ تحت البلاط أو داخل أعمدة المنزل المبنية منذ مئات السنين..!

ولعل من أبرز محاولات اعتقاله كانت حينما اجتاحت قوات الاحتلال البلدة القديمة لمدة 12 يوما متواصلة ونفذت أعمال هدم وتخريب في قصر عبد الهادي دون أن تتمكن من اعتقاله فلجأت إلى أسلوبها الرخيص باعتقال زوجته التي تم اعتقالها مع شقيقه للضغط عليه من أجل تسليم نسفه.

عاش نايف شهوره الأخيرة متنقلا من منزل لآخر، ومن مخبأ لآخر بعد أن اشتدت مطاردات الاحتلال له ولرفاقه فقد نشر جيش الاحتلال صورته أكثر من مرة في بيانات وزعت على الأهالي على أنه مطلوب للاحتلال وتحذر من مساعدته أو إيوائه.. وكان مخبأه الأخير داخل غرفة صغيرة في حوش الجيطان بالبلدة القديمة برفقة عدد كبير من قادة ونشطاء المقاومة الفلسطينية الذين تقطعت بهم السبل مع اجتياح قوات الاحتلال للبلدة القديمة..

وقبل ساعات قليلة من استشهاده كان نايف على اتصال مع رئيس وزراء السلطة "أبو العلاء" الذي عرض عليه وساطة رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان من أجل إنهاء الحصار عن البلدة القديمة على أن يتم نقله مع رفاقه إلى سجن أريحا ، الأمر الذي رفضه نايف بشدة وأصر على البقاء حتى يلاقي مصيره المجهول.

وفي ثالث أيام الاجتياح كانت نابلس على موعد مع وداع سبعة من أبطالها ،فقد كان أولهم الشهيد نضال الواوي الذي سبقهم في ساعات الظهر عندما خرج مع نايف لقضاء بعض الحاجات فاستشهد هو وأصيب نايف برصاصة في يده قبل أن يعود للمخبأ ويقضي فيه ساعات قليلة من الصلاة والدعاء إلى أن قام الجيش بتفجير الغرفة وبث غازات سامة في المخبأ لضمان تصفية جميع من بداخله.

وحسب شهود العيان فإن نايف نقل إلى مستشفى نابلس التخصصي وهو على قيد الحياة ولكنه استشهد بعد دقائق معدودة ليحمل على الأكتاف وتطوف به الجماهير الغاضبة شوارع المدينة متوعدة بالثأر له ولإخوانه الشهداء.
الجرح النازف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-09-2008, 08:43 PM   #20
الجرح النازف
عيساوي مميز

الصورة الرمزية الجرح النازف
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 19

الجرح النازف عضو في طريقه للتقدم



الشهيد القائد البطل قائد مجموعات فرسان الليل فادي قفيشة ابن جبل النار





فادي قفيشة اسم يردده الكبار قبل الصغار, فهو علم من أعلام المقاومة, وأسطورة من أساطير أسود الليل, قاوم المحتلين حتى غدا عنوانا من عناوينها, حفر بجسده حكاية شعب, مازال يقاوم, من هو فادي ؟وكيف التحق بصفوف الثورة, وماهي أهم المحطات النضالية في حياته ؟ كيف استشهد؟؟
التفاصيل في التحقيق التالي: الذي أعده الإعلامي ماجد ابوعرب
فادي الطفولة,ولد فادي عبد الحفيظ عبد اللطيف قفيشة عام 1978 في مدينة نابلس, ترعرع وسط أسرة محافظة عانت من فراق ألأب, وانخرط أبناؤها في سوق الرجولة منذ صغرهم, نحت ألأشقاء (كرم, رامي, كريم ) في صخر الحياة, وذاقوا مرارة الحياة وبؤس الفقر, وتذوقوا طعم العطاء, غرسوا بسواعدهم نبتة الرجولة, كانت حارة السمرة وتحديدا شارع المأمون بنابلس بداية المشوار, ففي إحدى زواياها كان هناك بيت صغير مؤلف من غرفتين, رغم ضيق مساحته إلا أنه كان واسعا بالمحبة والحنان, فادي كان مميزا بحنانه, وطيبة قلبه, يعشق الناس, وعاشق للأطفال والطفولة, عندما تزوج منحه الرب طفلتان مليئتان بالبراءة (ناريمان 7 سنوات, ونانسي 3 سنوات) حاول أن يغرس بداخلهما حنان ألأبوة الذي افتقده وهو صغير, إلا أن طلاق أمه وغياب والده زرع بداخله عقدة حنان غير طبيعية نحو الفقراء وضحايا الخلافات الزوجية, واليتامى, ما دفعه إلى تبني (طفلتان يتيمتان ) منحهم كل الحب, وهو المطارد والجريح, كما حاول فادي تبني طفل صغير آخر يبلغ من العمر (13عاما) فقد والديه إلا أن هذا الفتى اختفى ولم يظهر أمام فادي, وترك هذ ا الاختفاء جرحا غائرا في نفسيته,حول شخصية فادي تقول والدته:انه رجل متسامح إلى أبعد الحدود وصبور, كريم شهم, يكره الظلم, وتضيف ألأم قائلة: سمع فادي صدفة جدال حاد كان يدور بين رجل وزوجته حتى وصل إلى حد التهديد بالطلاق على خلفية قيامها بصرف ما قيمته (500 شيكل ) دون أخذ موافقة الزوج, مما دفع فادي إلى التدخل وحل الخلاف بعد أن دفع المبلغ إلى الزوج. فادي ألأسيرمنذ نعومة اظافره كان فادي مشاكسا للاحتلال, مشاركا بفعالية في المظاهرات, ففي الثانية عشرة من عمره أصيب بعيار ناري في ظهره وتحديدا في عاموده الفقري, ولم يتم إزالة العيار الناري, ويقول شقيقه (كرم ) إن تلك الرصاصة كانت تؤلمه صيفا وشتاءا, وفي الخامسة عشر من عمره اعتقل فادي لأول مرة, ومكث في السجن (عامين ونصف ) بتهمة المقاومة والانتماء إلى مجموعة عسكرية, وحيازة سلاح, وأفرج عنه عام (1994) أي مع بداية اتفاقيات اوسلو,جسده مرصع بالرصاص لم تكن تلك الرصاصة التي استقرت في ظهره, الوحيدة, بل كانت البداية, ففي الاجتياح الكبير عام (2002) الذي أطلقت عليه إسرائيل (عملية السور الواقي ) تعرض فادي لأول محاولة اغتيال بعد أن أطلقت طائرة حربية اسرائلية صاروخا في منطقة رأس العين, بالقرب من دحلة الكوني, وسقط الصاروخ بجانب قدميه, لكنه لم ينفجر, وقيل في حينها أن فادي كان عائدا لتوه من زرع عبوة ناسفة في المنطقة المذكورة, وفي المرة الثانية أصيب فادي بجراح بالغة الخطورة عندما اخترق الرصاص الإسرائيلي سترته الواقية اثر اشتباك عسكري عنيف دار بين المقاومين والمحتلين في شارع حطين بالمدينة, وقد ظن الجنود المذعورين أنه فارق الحياة, لكنهم اكتشفوا فيما بعد أنه نجى من موتهم.وفي عام (2003) انفجرت بين يديه عبوة ناسفة, وأسفر الحادث عن بتر ثلاثة أصابع من يده, وتأثر سمعه وضعف نظره على أثرها, وفي العام (2004) أي بعد مرور ثلاث سنوات على ملاحقته من قبل إسرائيل اتصل به أحد ألأشخاص, وأخبره نبأ إصابة صديقه (مجدي مرعي ) الملقب بالحجوب, ما دفعه إلى ترك فطوره, والخروج مسرعا لمواجهة الوحدات الخاصة الإسرائيلية, حاملا سلاحه على كتفه, بالإضافة إلى قنبلتين يدويتين بين يديه, وعندما وصل لبى حارة الياسمينة تصدى ببسالة الشجعان, وفجأة رماه أحد الجنود بصلية رصاص أدت إلى تفجير إحدى القنبلتين, وأسفر الحادث عن بتر يده اليمنى, وإصابة جسده بعشرات الشظايا, ليمكث أكثر من ستة شهور تحت العلاج في المخابئ والمغر, ذاق خلالها مرارة ألألم, وتجرع طعم العلقم, ونجح طبيبه الخاص في معالجته بعيدا عن عيون العسس والجواسيس.القدر ينقذه من الموت مرة أخرىومن مفارقات حياة هذا المناضل أن القدر الرباني أنقذه أكثر من مرة من موت محقق, ففي أحد ألأيام الملتهبة, وفي حارة الياسمينة تحديدا أطلق نحوه جنود الاحتلال عشرات ألأعيرة النارية بالقرب من (محمص الخليلي ) فأصابت إحدى الرصاصات (البارودة ) التي كان يحملها, ولم تصل إلى جسده, وفي المرة الثانية أنقذته توسلات إحدى النسوة من موت محقق, عندما طلبت منه أن يختبئ في منزلها, وكان برفقته مجموعة من المطاردين, كانوا ينوون المبيت في محيط مدرسة عادل زعيتر, فاستجاب فادي لرغبة (العجوز ) فيما واصل زملائه مشوارهم, فاستشهدوا جميعا بعد محاصرتهم وهم (ملهم أبو جميلة, هاني العقاد, نادر ألأسود وغيرهم).زار والدته (15) مرة خلال 5 سنواتارتبط فادي بأمه برباط مقدس لا مثيل له, فهي كانت بوصلته, ونبع حنانه, ورغم هذا الارتباط إلا أنه لم يتمكن خلال سنواته الخمسة التي قضاها مشردا وملاحقا, لم يتمكن من مشاهدة نور أمه سوى خمسة عشر مرة, حيث أمضى أكثر من 1825 يوم بعيدا عنها, ومرت عليه ظروف قاسية لم يتمكن خلال عام كامل من رؤية والدته, فمعظم لقاءته معها كانت تتم في ألأسواق, وفي معظم الفترات كان يوزع قبلاته عليها في الهواء أثناء عبوره مسرعا من أمام منزله, وكذلك تكرر ألأمر مع زوجته وأطفاله. بطولته ليس غريبا على (جنرال الانتفاضة )أن يحفل سجله بسيرة نضالية مميزة وفريدة فهو رجل مقاومة, لذلك أدخلته إسرائيل في دائرة الاستهداف (التصفية الجسدية ) ففي بداية الاجتياح (كما صرح بذلك شقيقه كرم ) قتل جنديا اسرائليا يدعى إبراهيم في شارع 24 عندما أسرع نحو الآليات العسكرية, وسكب بداخلها (سطلا من المواد المتفجرة ), ومن شدة جرأته عاد ليتناول مسدسه بعد أن سقط بجوار الآ لية المتفجرة.وفي حارة الياسمينة قتل فادي ضابطا اسرائليا وجرح عدة جنود, حيث لاذ الجنود بالفرار تاركين خلفهم يد زميل لهم مبتورة على الأرض, كما نجح فادي في عملية أخرى بإصابة مجموعة من الجنود بالقرب من ديوان الياسمينة.
علاقته مع ابوشرخ يقال أن فادي كان أحد تلاميذ الشهيد نايف أبو شرخ, ففي يوم استشهاد نايف كان فادي مختبئ تحت درج منزل في حارة القريون, وبسبب الحصار الذي كان مشددا في حينها اضطرت إحدى النسوة إلى بناء جدار من الطوب حول فادي وصديق كان برفقته, وعندما سمع بنبأ استشهاد نايف ورفاقه في حوش الجيطان جن جنون فادي وحاول تحطيم الجدار الذي كان يحيط به, وبكى بحرقة على رحيل قائده, لكن المرأة لم تسمح له بالخروج من مخبأه إلا بعد انسحاب الجيش, وفور خروجه من مضجعه قرر أن يرد الصاع صاعين فأرسل الاستشهادية زينب أبو سالم إلى التلة الفرنسية بالقدس المحتلة لتنفيذ عملية عسكرية هناك أسفرت عن قتل ثلاثة اسرائليين, كما شارك فادي في الإعداد العبوة الناسفة التي فجرها شاب من منطقة الخليل داخل مستوطنة قد وميم قرب قليقلية والتي أسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين, حيث شاركه في الإعداد لهذه العملية داوود فاطوني الذي استشهد لاحقا.تفاصيل استشهاد ه حول تفاصيل استشهاده قالت عائلته انه كان متواجدا في احد المخابيء داخل البلدة القديمة مع اثنان من مرافقيه, حيث رنّ هاتفه الخلوي وإذ بزملاء له من كتائب الأقصى يستفسرون منه عن ظروف وملابسات العملية العسكرية التي وقعت في حارة القريون والتي قتل فيها جندي إسرائيلي, فأخبرهم انه لم يشارك في هذه العملية لكنه خرج من منزله بعد أن لبس أجمل ثيابه, وعندما وصل إلى ساحة القريون فتح عليه جنود تمترسوا خلف إحدى النوافذ نيران أسلحتهم, استقرت إحدى الرصاصات في قلبه والأخرى في يده, فواجه الموت مبتسما رافعا يده نحو السماء كأنه يريد أن يقول لنا أنا ذاهب إلى الجنة, ومن مفارقات قصة هذا البطل انه كان دائم الاستعداد للموت, فقام بتحضير بوستره الشخصي قبل رحيله, كما كتب وصيته التي أوصى فيها بدفنه بجوار صديقه سامر عكوب, كما اشرف على إعداد ومتابعة أغنية تحمل اسمه وتعدد مناقبه, كما اشترى تموز العزاء.
فإلى جنات الخلد يا فادي

الجرح النازف غير متصل   رد مع اقتباس
  إضافة رد


«     الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات العيساوية...المشاركات والمواضيع في منتديات العيساوية لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
All participants & topics in forum esawiah.com
does not necessarily express the opinion of its administration, but it's just represent the viewpoint of its author


الساعة الآن 05:55 PM بتوقيت العيساوية