01-11-2008, 06:28 PM | #1 |
عيساوي مجتهد
|
كان في السابعة عشرة من عمره حين التحق بالجامعة في بلد آخر ، جلس خجولاَ في قاعة المحاضرات ، أول يوم جلست ثلاث بنات على جانبيه ، تصبب العرق من جبينه ولم يفهم شيء من تلك المحاضرة من شدة الخجل ، أيام وأشهر وإذا برسالة تصله بالبريد أن والده أجرى عملية جراحية ، لم يستطع الصبر فعاد لبلده ليطمئن على والده ، وبعد أسبوع عاد للجامعة في ذلك البلد ، احتار كيف سيحصل على محاضرات ذلك الأسبوع ، وفجأة وهو جالس على كرسي من البلاط ، وإذا بزميلته تحييه بالسلام وتقول له : هذه محاضرات الأسبوع الذي فاتك ..!! شكرها ، ولكنه كان محتاراَ وهو ينظر إليها ، ولماذا وكيف ...أسئلة كثيرة دارت في رأسه بعد شهرين قامت الجامعة بترتيب رحلة لطلبة السنة الثانية وكانت الرحلة لأحد الجزر عن طريق نهر جميل ، حجز مقعده بالرحلة لأنه علم أنها ستشارك بنفس الرحلة ، وبعد ابحار طويل ، ارتفع صوت المزاح بين الطلبة ، فنظر وإذا بأحد الطلاب يريد ممازحتها ، اهتزّ بدنه وثارت مشاعره ، وقرر أن يناديها ، أتت إليه وبعينيها بريق هدوء ونظرة لم يعرف معناها ولكنه كان يحس بشيء كبير يشده نحوها .. جلسا وتبادلا الحديث ، وأدرك لفطرته النقية بأنه الحب ..ففاتحها بمشاعره ، وإذا بها تبادله نفس الشعور ..!!!؟ عاشا قصة حب طيلة سني الدراسة كانت مضرب للمثل بالبراءة وحسن الأخلاق في الكلية ، ذهب لأهلها وتقدم لخطبتها ، لكن والدتها أبت أن تقبل وقالت : نحن لانزوج بناتنا خارج البلد ، أحس بصفعة قوية ولكنّه استمر بالطريق ، و بعد خمسة أعوام ، كان قرب يوم التخرج ، فحضر والدة وخاله وشقيقه لذلك البلد ، فاجتعوا بهما ، ولكنها نصحت والده بكلمات حزينة ( ماتغلب حالك يا عمي ، فوالدتي لن ترضى ) ، وفعلاَ هذا ماحدث .. افترقا بيوم حار وودعها قائلَ سنلتقي ..والدموع تتساقط من عينيه وعينيها .. ................مرت السنين بعد عشرين عاماَ سافر لبلدها ، وأصر لمعرفة عنوانها وقد استطاع وعرف رقم الهاتف لم يحتمل الصبر رغم المخاطر ، واتصل بالرقم وإذا بها ترد بنفسها عليه .. يا إلاهي هل هو عندنا ..!؟ ، تقابلا في بهو الفندق الذي يسكن به ، وعندما التقيا بكيا وبكى صاحبيه وشقيقه الذين كانوا يعرفون الحقيقة ، كان الموقف مبكياَ .. عرف أنها أصبحت أم وهي عرفت أنه أصبح أب ، واستعادا كل الذكريات كأنها حصلت بالأمس .. افترقا من جديد ، على أن يلتقيا بالعام القادم .. ولكن الصاعقة كانت بعد سبعة شهور وتحديداَ يوم التاسع من أيار ، حيث وصله خبر استشهادها .. .. ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن وهو حزين جداَ ، ولكنه يحب كل الناس .. __________________ ومن يتهيّب صعود الجبال ............يعِش أبدَ االدَهرِ بين الحفَر |
04-11-2008, 05:03 PM | #2 | |
عيساوي مجتهد
|
ميرسي كتير اختي عيون النسيان انا بشكرك كتير على هادي القصة الجميلة لانها في غاية الجمال والروعة ومؤثرة كتير وانا كتير حبيتها عنجد شكرا ويارب لا يفرق حبيب وحبيبة عن بعض لانو اصعب شي فراق الاحباب وهوعذاب كتير كبير لكلا الطرفين والله لا يوقع حدا في العذاب الناتج عن الحب وفراقو . شكرا كتير عيون النسيان وانشالله بنشوفك في قصص اكتر واجمل . شكرا الك مع تحياتي نسمة بحر |
|
08-11-2008, 02:15 PM | #3 |
عيساوي مجتهد
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|