05-08-2007, 03:57 PM | #1 |
عيساوي مشارك
|
> > >عندما سمع نبأ قبوله في البعثة الخارجية إلى فرنسا . كان يشعر أنه سيمتلك > > >الدنيا ويصبح حديث مجالس قومه ؛ وكلما اقترب موعد السفر، كلما شعر أنه أقبل > > >على أبواب العصر الحديث التي ستفتح له آفاقاً يفوق بها أقرانه وأصحابه > >..>>شيءٌ واحدٌ كان يؤرقه .. ويقضُ مضجعه .. كيف أترك مكة ! سنين طوالاً وقد > >شغف >بها فؤادي وترعرعت بين أوديتها ، وشربت من مائها الحبيب من زمزم العذب ، > >ما >أنشز عظامي و**اها لحماً ! ؛ وأمي ..أمي الغالية من سيرعاها في غيابي .. > >إخوتي >يحبونها .. لكن ليس كحبي لها .. من سيوصلها من الحرم لتصلي فيه كل يوم > >كعادتها >؟! .. أسئلة كثيرة .. لا جواب عليها . أزف الرحيل .. وحزم الحقائبَ ؛ > >وحمل >بيده التذاكرَ .. وودع أمَّـه وقبلَّ رأسها ويديها .. وودع إخوته > >وأخواته .. >واشتبكت الدموعُ في الخدود>.. وودع مكة المكرمة والمسجد الحرام .. > >وسافر والأسى > >يقطّع قلبه …>>>قدم إلى فرنسا بلادٍ لا عهد له بها .. صُعق عندما رأى النساء > >العاريات يملأن >الشوارع بلا حياء .. وشعر بتفاهة المرأة لديهم .. وحقارتها > >وعاوده حنينٌ شديد >إلى أرض الطهر والإيمان .. والستر والعفاف ..>>انتظم في > >دراسته .. وكانت الطامة الأخرى !! يقعد معه على مقاعد الدراسة .. >بناتٌ > >مراهقاتٌ قد سترن نصف أجسادهن .. وأبحن النصف الآخر للناظرين ! ؛ كان >يدخل > >قاعة الدرس ورأسه بين قدميه حياءً وخجلاً !! ولكنهم قديماً قالوا : كثرةُ > > >الإمساس تُفقد الإحساس .. مرَّ زمنٌ عليه .. فإذا به يجد نفسه تألف تلك > > >المناظر القذرة .. بل ويطلق لعينيه العنان ينظر إليهن .. فالتهب فؤاده .. > > >وأصبح شغله الشاغل هو كيف سيحصل على ما يطفي نار شهوته .. وما أسرع ما كان ! > >.>>>أتقن اللغة الفرنسية في أشهر يسيرة !! وكان مما شجعه على إتقانها رغبته في > > >التحدث إليهن .. مرت الأشهر ثقيلةً عليه .. وشيئاً فشيئاً ..وإذا به يقع في > > >أسر إحداهن من ذوات الأعين الزرقاء>! والعرب قالوا > >قديماً : زرقة العين قد تدل على الخبث[1].. ..>>ملكت عليه مشاعره في بلد > >الغربة .. فانساق وراءها وعشقها عشقاً جعله لا يعقل >شيئاً .. ولا يشغله شيءٌ > >سواها .. فاستفاق ليلة على آخر قطرة نزلت من إيمانه >على أعقاب تلك الفتاة .. > >فكاد يذهب عقله .. وتملكه البكاء حتى كاد يحرق جوفه >.. ترأى له في أفق غرفته > >.. مكةُ .. والكعبةُ .. وأمُّه .. وبلاده الطيبة ! >احتقر نفسه وازدراها حتى > >همَّ بالانتحار ! لكن الشيطانة لم تدعه .. رغم >اعترافه لها بأنه مسلمٌ وأن > >هذا أمرٌ حرمه الإسلام ؛ وهو نادمٌ على مافعل .. >إلاَّ أنها أوغلت في > >استدارجه إلى سهرة منتنةٍ أخرى .. فأخذته إلى منزلها .. >وهناك رأى من هي أجمل > >منها من أخواتها أمام مرأى ومسمع من أبيها وأمها ! لكنهم >أناسٌ ليس في > >قاموسهم كلمة ( العِرض ) ولا يوجد تعريف لها عندهم .. لم يعد >همُّه همَّ > >واحدٍ .. بل تشعبت به الطرق .. وتاهت به المسالك .. فتردى في مهاوي >الردى .. > >وانزلقت قدمه إلى أوعر المهالك ! ما استغاث بالله فما صرف الله عنه > > >كيدهن ؛ فصبا إليهن وكان>من الجاهلين ؛ تشبثن به يوماً .. ورجونه أن يرى > >معهن عبادتهن في الكنيسة في >يوم (الأحد) .. وليرى اعترافات المذنبين أمام > >القسيسين والرهبان !! وليسمع >الغفران الذي يوزعه رهبانهم بالمجان ! فذهب معهن > >كالمسحور ..وقف على باب >الكنيسة متردداً فجاءته إشارة ٌمن إحداهن .. أن افعل > >مثلما نفعل !! فنظر فإذا >هن يُشرن إلى صدورهن بأيديهن في هيئة صليبٍ !.. فرفع > >يده وفعل التصليب ! ثم >دخل !! .رأى في الكنيسة ما يعلم الجاهل أنه باطل .. > >ولكن سبحان مقلب القلوب ! >أغرته سخافاتُ الرهبان ، ومنحُهم لصكوك الغفران .. > >ولأنه فَقَدَ لذة الإيمان >كما قال صلى الله عليه وسلم "إذا زنى العبد خرج منه > >الإيمان فكان على رأسه >كالظُّلّة ؛ فإذا أقلع رجع إليه*" .. فقدْ أطلق أيضاً > >لخياله العنان .. وصدق >ما يعتاده من توهمِ ؛ فكانت القاضية .. جاءته إحداهن > >تمشي على استعلاء ! تحمل >بيدها علبة فاخرة من الكرستال ؛ مطرزة بالذهب أو > >هكذا يبدو له .. فابتسمت له >ابتسامة الليث الهزبر > >؛ الذي حذر من ابتسامته المتنبي فيما مضى ..>>>>إذا رأيت نيوب>الليث > >بارزةً>فلا تظنن أن الليث يبتسم>>>>>فلم يفهم ! .. وأتبعتها بقُبلةٍ فاجرةٍ .. > >ثم قدّمت له تلك الهدية الفاخرة >التي لم تكون سوى صليبٍ من الذهب الخالص !! > >وقبل أن يتفوه بكلمة واحدة ؛ أحاطت >به بيدها فربطت الصليب في عنقه وأسدلته > >على صدره وأسدلت الستار على آخر فصل من >فصول التغيير الذي بدأ بشهوةٍ قذرة ؛ > >وانتهى بِردّةٍ وكفرٍ ؛ نسأل الله >السلامة والعافية !.>>>عاش سنين كئيبة .. > >حتى كلامه مع أهله في الهاتف فَقَدَ ..أدبَه وروحانيته >واحترامه الذي كانوا > >يعهدونه منه .. اقتربت الدراسة من نهايتها .. وحان موعد >الرجوع .. الرجوع إلى > >مكة .. ويا لهول المصيبة .. أيخرج منها مسلماً ويعود >إليها نصرانياً ؟! وقد > >كان .. نزل في مطار جدة .. بلبس لم يعهده أهله[2] .. >وقلبٍ « أسود مرباداً > >كالكوز مجخياً .. لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً » [3] >.. عانق أمَّه > >ببرودٍ عجيبٍ .. رغم دموعِها > >.. وفرحةِ إخوته وأخواته .. إلاَّ >أنه أصبح في وادٍ ؛ وهم في وادٍ آخر .. > >أصبح بعد عودته منزوياً كئيباً حزيناً>.. إما أنه يحادثُ فتياته بالهاتف أو > >يخرج لوحده في سيارته إلى حيث لا يعلم به >أحدٌ .. لاحظ أهله عليه أنه لم يذهب > >إلى الحرم أبداً طيلة أيامه التي مكثها >بعد عودته ؛ ولفت أنظارهم عدم أدائه > >للصلاة .. فحدثوه برفق فثار في وجوههم >وقال لهم :" كل واحد حر في تصرفاته .. > >الصلاة ليست بالقوة " .. أما أمُّه >فكانت تواري دموعها عنه وعن إخوته كثيراً > >وتعتزل في غرفتها تصلي وتدعو له >بالهداية وتبكي حتى يُسمع نشيجُها من وراء > >الباب !! ؛ دخلت أخته الصغرى عليه >يوماً في غرفته ..- وكان يحبها بشدة -.. > >وكانت تصغره بسنوات قليلة ؛ وبينما >كان مستلقياً على قفاه ؛ مغمضاً عينيه ؛ > >يسمع أغنيةً أعجميةً مزعجةً.. وقعت >عيناها على سلسالٍ من ذهبٍ على صدره .. > >فأرادت مداعبته .. فقبضت بيدها عليه .. >فصعقت عندما رأت في نهاية هذا السلسال > >صليب النصارى !! فصاحت وانفجرت بالبكاء >.. فقفز وأغلق > >الباب .. وجلس معها مهدداً أياها .. إن هي أخبرت أحداً .. أنه >سيفعل ويفعل ! > >فأصبح في البيت كالبعير الأجرب .. كلٌ يتجنبه .>>>في يوم .. دخلت أمه عليه>.. > >وقالت له>>قم أوصلني بسيارتك ! وكان لا يرد لها طلباً ! فقام .. فلما ركبا > >في السيارة .. >قال لها إلى أين !>>قالت : إلى الحرم أصلي العشاء ! ؛ فيبست > >يداه على مقود السيارة .. وحاول >الاعتذار وقد جف ريقُه في حلقه فألحّت عليه > >بشدة .. فذهب بها وكأنه يمشي على >جمرٍ .. فلما وصل إلى الحرم .. قال لها > >بلهجة حادة .. انزلي أنت وصلّي .. وأنا >سأنتظرك هنا ! ؛ فأخذت الأمُّ الحبيبة > >ترجوه وتتودد إليه ودموعها تتساقط على >خدها .. >>"يا ولدي .. انزل معي .. > >واذكر الله .. عسى الله يهديك ويردك لدينك .. يا >وليدي .. كلها دقائق ت**ب > >فيها الأجر " .. دون جدوى .. أصر على موقفه بعنادٍ >عجيب .>>فنزلت الأم .. وهي > >تبكي .. وقبع هو في السيارة .. أغلق زجاج الأبواب .. وأدخل >شريطاً غنائياً > >(فرنسياً) في جهاز التسجيل > >.. وخفض من صوته .. وألقى برأسه إلى >الخلف يستمع إليه .. قال>>فما فجأني > >إلا صوتٌ عظيمٌ يشق سماءَ مكة وتردده جبالها .. إنه الأذان العذب >الجميل ؛ > >بصوت الشيخ / علي ملا .. الله أكبر>.. الله أكبر .. أشهد ألا إله إلا الله > >...>>… فدخلني الرعبُ.. فأطفأت (المسجل) وذهلت .. وأنا أستمع إلى نداءٍ ؛كان > >آخرُ >عهدي بسماعة قبل سنوات طويلة جداً ؛ فوالله وبلا شعورٍ مني سالت دموعي > >على >خديّ .. وامتدت يدي إلى صدري فقبضت على الصليب القذر ؛ فانتزعته وقطعت > >سلساله >بعنفٍ وحنق وتملكتني موجةٌ عارمة من البكاء لفتت أنظار كل من مر > >بجواري في >طريقه إلى الحرم . فنزلت من السيارة .. وركضت مسرعاً إلى ( دورات > >المياه ) >فنزعت ثيابي واغتسلت .. ودخلت الحرم بعد غياب سبع سنواتٍ عنه وعن > >الإسلام ! . >فلما رأيت الكعبة سقطت على ركبتيّ من هول المنظر ؛ومن إجلال هذه > >الجموع >الغفيرة الخاشعة التي تؤم المسجد الحرام ؛ ومن ورعب الموقف .. وأدركت > >مع >الإمام ما بقي من الصلاة وأزعجت ببكائي كل من حولي > >.. وبعد الصلاة .. أخذ شابٌ >بجواري يذكرني بالله ويهدّأ من روعي .. وأن الله > >يغفر الذنوب جميعاً ويتوب على >من تاب ..شكرته ودعوت له بصوت مخنوق ؛ وخرجت من > >الحرم ولا تكاد تحملني قدماي >.. وصلت إلى سيارتي فوجدت أمي الحبيبة > >تنتظرني>بجوارها وسجادتها بيدها .. فانهرت على أقدامها أقبلها وأبكي .. وهي > >تبكي وتمسح >على رأسي بيدها الحنون برفق .. رفعت يديها إلى السماء .. وسمعتها > >تقول :_ "يا >رب لك الحمد .. يا رب لك الحمد .. يا رب ما خيبت دعاي .. ورجاي > >.. الحمد لله >.. الحمد لله " .. فتحت لها بابها وأدخلتها السيارة وانطلقنا > >إلى المنزل ولم >أستطع أن أتحدث معها من كثرة البكاء .. إلاَّ أنني سمعتها > >تقول لي:_ " يا >وليدي .. والله ما جيت إلى الحرم إلاّ علشان أدعي لك .. يا > >وليدي .. والله ما >نسيتك من دعاي ولا ليلة .. تكفى[4] ! وأنا أمك لا تترك > >الصلاة علشان الله >يوفقك في حياتي ويرحمك">>نظرت إليها وحاولت الرد فخنقتني > >العبرة فأوقفت سيارتي على جانب الطريق .. >ووضعت يديّ على > >وجهي ورفعت صوتي بالبكاء وهي تهدؤني .. وتطمئنني .. حتى شعرت >أنني أخرجت كل > >ما في صدري من همًّ وضيقٍ وكفرٍ !.. بعد عودتي إلى المنزل أحرقت >كل ما لدي من > >كتب وأشرطة وهدايا وصورٍ للفاجرات .. ومزقت كل شيء يذكرني بتلك >الأيام > >السوداء وهنا دخلت في صراعٍ مرير مع عذاب الضمير .. كيف>رضيت لنفسك أن تزني ؟ > >كيف استسلمت للنصرانيات الفاجرات ؟ كيف دخلت الكنيسة ؟ >كيف سمحت لنفسك أن > >تكذّب الله وتلبس الصليب ؟ والله يقول : { وَمَا قَتَلوه >وما صَلَبُوهُ > >وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } [النساء] من الآية157) كيف ؟ وكيف ؟! >أسئلة كثيرة > >أزعجتني .. لولا أن الله تعالى قيّض لي من يأخذ بيدي .. شيخاً >جليل القدر .. > >من الشباب المخلصين ؛ لازمني حتى أتممت حفظ ثلاثة أجزاء من >القرآن الكريم في > >فترة قصيرة ولا يدعني ليلاً ولا نهاراً .. وأكثر ما جذبني >إليه حسن خلقه > >وأدبه العظيم .. جزاه الله عني خيراً .. اللهم اقبلني فقد عدت >إليك وقد قلت > >ياربنا في كتابك الكريم { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ >يَنْتَهُوا > >يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَف } ..وأنا يا رب انتهيت فاغفر لي ما >قد سلف .. > >وقلت : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى >أَنْفُسِهِمْ لا > >تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ >الذُّنُوبَ > >جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } .. وأنا يا رب قد >أسرفت على > >نفسي في الذنوب كثيراً>كثيراً .. ولا يغفر الذنوب إلاَّ أنت فاغفر لي مغفرة من > >عندك وارحمني إنك أنت >الغفور الرحيم .. ..>>>وبعد .. فالله تعالى يمهل عبده > >ولا يهمله ؛ وربما بلغ بالعبدِ البُعْدُ عن ربه >بُعداً لا يُرجى منه رجوعٌ ؛ > >ولكن الله جل وتعالى عليمٌ حكيم ٌ ؛ غافر الذنب >وقابل التوب شديد العقاب ذو > >الطول ؛لا إله إلا هو إليه المصير ..>>ما أجمل الرجوع إلى الله ؛ وما ألذّ > >التوبة الصادقة ؛ وما أحلم الله تعالى .. >وما أحرانا معاشر الدعاة بتلمس > >أدواء الناس ؛ ومحاولة إخراجهم من الظلمات إلى >النور بإذن ربهم .. وبالحكمة > >والموعظة الحسنة والصبر العظيم وعدم ازدراء الناس > > >؛ أو الشماتة بهم ؛ أو استبعاد هدايتهم ؛ فالله سبحانه وتعالى هو مقلب > >القلوب >ومصرفها كما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى > >الله >عليه وسلم يقول : « إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن > >كقلب >واحد يصرفه حيث يشاء » وكان من دعاء الرسول الله صلى الله عليه وسلم > >:>>« اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك » رواه مسلم . > > > >. آمين |
05-08-2007, 05:28 PM | #2 | |
عيساوي VIP
|
مشكووور اخووي على الموضوع الجميل صحيح انهااا قصه طوويله بس جميله تقبل مروري SaDDaM |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|