عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2009, 12:43 PM   #3
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 29

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



أجرى الحوار :شادي الأيوبي

أنس.. شاب يوناني تحول إلى الإسلام منذ أكثر من عشر سنوات، متزوج من مغربية مسلمة، له هموم كبيرة حول الإسلام والمسلمين، التقيناه في أثينا ليشرح لنا تجربته مع الإسلام في اليونان.
بداية قل لنا كيف تعرفت على الإسلام؟
ولدت من أبوين يونانيين، وعشت في اليونان حياة أهلها المعروفة، فكنت مغنياً محلياً وكنت معتادًا على الإسراف في الشرب، عام 1987 كنت أؤدي الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش اليوناني في مناطق شمال اليونان، حيث الأقلية المسلمة، وكانت معنا في الجيش أعداد من المسلمين.
كان من بين المسلمين في الجيش أفراد غير ملتزمين بالإسلام فكانوا يشربون ولا يصلون، لكن كان منهم من يصلون ويقرؤون القرآن ولا يخالفون تعاليم الإسلام.
في أحد الأيام رأيت واحداً منهم يقرأ القرآن، كانت تلاوته جميلة، فيما يبدو كان شيخاً أو إماماً في مسجد ما، لكن قراءته لم تترك في نفسي انطباعاً عميقاً بحيث تحولني مباشرة إلى الإسلام.
بعدها بفترة قليلة، سمعت هاتفاً في منامي يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، لم أفهم ما يعني هذا، وتكرر هذا لليلتين أو ثلاث، ثم سمعت الشاب الذي يقرأ القرآن يرددها فسألته عن معناها فشرحها لي، ولم يؤثر الأمر بي كذلك، وبعد فترة انتهت الخدمة العسكرية وتركت الجيش وعدت إلى أثينا حيث كنت أقيم مع والدي.
في أثينا عدت إلى حياتي السابقة، لكن عدت أسمع المنادي من جديد يقول: لا إله إلا الله، ولمرات عديدة، وكان الأمر يشغلني فصرت أقرأ عن كل ما له علاقة بالإسلام من كتب وغيرها، وذات يوم قلت لا بد أنه ليس من إله إلا الله الواحد، ولا بد أن أبحث عنه.
ما الأشياء التي أعجبتك في الإسلام؟
هناك أشياء عديدة أعجبتني في الإسلام منها:
أنك تستطيع الاتصال مباشرة بالله دون أي وساطة.
الوضوح والصفاء والنظافة التي يحض عليها الإسلام.
ليس هناك أي تداخل بين التعاليم بعضها مع بعض.
المحبة التي يمنحها الإسلام لأبنائه وعدم التفريق بين الألوان والأجناس والأغنياء والفقراء.
المساواة بين المؤمنين في العبادات (الصف الواحد في الصلاة).
الهدوء والراحة التي يجدها المرء في أماكن العبادة والصلاة، حيث ينسى الهموم المعيشية.
ما المشكلات التي واجهتك بدخولك الإسلام؟ واجهت مشكلات مع والديَّ خاصة أمي، فهما مثل سائر أفراد الشعب اليوناني لديهما صورة مشوهة جداً عن الإسلام ويربطونه بنهاية الحكم العثماني لليونان حيث كانت هناك مشكلات ومظالم كثيرة، لكن أبي لم يكن لديه اعتراض كبير واعتبر المسألة خاصة بي وقال لي ما دمت وجدت الراحة في الدين الجديد، فلا بأس بذلك.
ما صورة الإسلام عند شرائح المجتمع اليوناني المختلفة؟
سيئة للأسف الشديد، وهذا يزرع بشكل متعمد بسبب العلاقات اليونانية التركية، فالمسلم هنا يعني التركي، والتركي يعني 400 سنة من الاحتلال، وكثير من المسلمين يعتبرون من الدرجة الثالثة في المجتمع.
كما أن الإعلام ليس محايداً في قضايا المسلمين، فأي مخالفة يقوم بها مسلم تضخم جداً، لكن هناك وسائل إعلامية قليلة محايدة.
في المدارس هناك تجاهل تام للإسلام ولا يذكر عنه أشياء كثيرة، قديماً كانت هناك صورة متهكمة حل محلها التجاهل الحالي.
في الجيش كانوا لا يسمحون للمسلمين بحمل السلاح، وكانوا يعزلونهم عن الباقين. كما لا يسمح لهم بالوصول إلى مراتب قيادية عليا.
ما العقبات التي يواجهها المسلمون الجدد وتحول دون تفاعلهم وتأثيرهم في المجتمع؟
بسبب حالة الخوف من المجتمع ليس هناك أي حركة فاعلة للمسلمين الجدد، أعتقد أن هناك من تحولوا للإسلام دون أن يعلنوا ذلك، وهذه مشكلة أخرى.
كما أن الهرطقات التي تُنشر عن الإسلام وتحاول أن تخفي الوجه الحقيقي له، مثل الدروشة والتصوف المغالى فيه، ومذاهب منحرفة.. منتشرة خاصة في شمال اليونان.
المسلمون الجدد لو جاهروا بإسلامهم ربما يتعرضون لمضايقات في أعمالهم ووظائفهم.. ما أهمها؟
الاصطدام بالعائلة وردة فعلها عائق مهم ضد إعلان المسلمين الجدد إسلامهم.
هناك مشكلات نفسية في تخلي المسلم الجديد عن حياته السابقة ورواسبها.
كذلك غياب الإعلام الصحيح عن الإسلام الذى يواجه الدعايات المضادة ويصحح الأفكار الرائجة عنه.
لا توجد منشورات وكتب لشرح الإسلام بالشكل الصحيح.
ما الخطوات الأولى التي ترى أن على المسلمين أن يسلكوها؟
المعرفة التامة بتعاليم الإسلام.
هناك حاجة لمكان يلتقون به ويتعارفون دون خوف على أحد.
هناك حاجة إلى مرجعية تنشر الوعي بصحيح الإسلام.
ما مشكلات الجالية العربية والإسلامية في أثينا والتي تحول دون تأثيرها في المجتمع اليوناني؟
العرب والمسلمون من غير اليونانيين لهم مشكلات عديدة منها:
طريقة العيش، فهؤلاء يحاولون أن يعيشوا في مجتمع غريب عنهم في عاداتهم وتقاليدهم.
معظمهم من الطبقات العاملة التي لا تستطيع أن تعمل أي شيء باستثناء أعمال البناء التي يعملون بها.
هناك أحاديث عن مسجد تنوي الحكومة اليونانية بناءه، هل ترى ذلك قريباً؟
سيتم التأخير في بناء المسجد بقدر المستطاع، لأن السياسة تدخلت فيه بشكل كبير، الكنيسة تعلم أن المسجد سيكون له تأثير كبير، مهما كان بسيطاً، لهذا تحاول تعطيله.
هناك الكثيرون من الذين يبحثون عن الحقائق في الأديان كلها يمكن أن يجذبهم المسجد، في الوقت الذي وافقت فيه الحكومة اليونانية على فتح معابد للهندوس، ويجدون كل الرعاية والاهتمام!
بالنسبة لمسلمي الشمال اليونانيين، كيف ترى أوضاعهم؟
تأثيرهم محلي جداً، ولهم مشكلات عديدة تحول دون تأثيرهم في مجتمعهم، والسبب أن القنصلية التركية الموجودة بينهم لها تأثير قوي، وهي توجههم باتجاهات قومية، وقد ساهمت العلاقات اليونانية التركية المتوترة عبر السنين وقضية قبرص في تكريس عزلة الأقلية المسلمة.
وهذا الحال يتغير شيئا فشيئاً بسبب تحسن العلاقات اليونانية التركية مؤخراً.
كيف ترى مستقبل الإسلام في اليونان؟
إذا تعرف اليونانيون على الدين الإسلامي بشكل أفضل فسيدخلون في دين الله أفواجاً، كذلك في حال بناء المسجد والمركز الإسلامي ستكون الأمور أسهل من اليوم.
ماذا تطلبون من الدول الإسلامية لمساعدة المسلمين اليونانيين؟
إمدادهم بالكتب الإسلامية، مثل كتب العبادات والسنن وشرح القرآن الكريم. كما نحتاج إلى تبادل الخبرات في مجال نشر الإسلام مع غيرنا، عن طريق تبادل الأسفار والزيارات، للتعرف على الإسلام.
في النهاية.. ما الحكمة التي تعلمتها من الإسلام؟
عندما تتوقف المبادئ والأفكار والأشخاص عن إشباع الحاجة الإنسانية في الأمان النفسي والفكري، يستمر الإسلام في إمدادهم بتلك الحاجات إلى ما لا نهاية. وكنت كل يوم أحس بحاجة أكبر نحو إله واحد، لا أحتاج في مناداته إلى وسطاء وقديسين، وهذا هو الشيء الجميل في الإسلام، حيث تستطيع أن تتصل مباشرة بالله، وهذا اعتبرته صحيحاً جداً وأعجبني منذ البداية، وهكذا بعد بحث ودراسة اقتنعت بالإسلام.
ثم بحثت عن فتاة مسلمة للزواج، ووجدت فتاة مغربية فتزوجتها، والحمد لله علاقتنا جيدة، وقد ساعدتني على فهم الإسلام أكثر حيث أقدر أن فهمي للإسلام كان حوالي 5% ووصلت معها إلى فهم بمقدار 60%، فهي كانت تعرف الإسلام بشكل أفضل مني.
المصدر: مجلة المجتمع رقم العدد 1650-تاريخ العدد 07/05/2005
http://www.almujtamaa-mag.com/Detail…sItemID=162225

بنت الاسلام غير متصل