العودة   منتديات العيساوية > 【ツ】 القسم الاسلامي 【ツ】 > قصص من الواقع

قصص من الواقع قصص معبرة من واقع الحياة الذي نعيش فيه

قديم 16-11-2008, 08:04 PM   #1
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 29

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب





مريم جميلة

قصة حقيقة نقلها لنا شيخنا الفاضل
محمد بن موسي الشريف
يجب أن تقرأوها كلها

إن أقدار الله في خلقه عجيبة، وتصاريفه مدهشة، وهدايته لخلقه تحار فيها العقول، ولا تدركها الأبصار، فمهما أراد من شيء حصل، وإذا قدر شيئاً وقضاه لا بد من وقوعه كما أمضاه، سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون.

كانت هذه مقدمة لا بد منها للحديث عن مريم جميلة، تلك اليهودية الأمريكية التي هداها الله تعالى للإسلام في سياق عجيب، وجذب مدهش، وفي زمن لم يكن فيه للإسلام رواج، ولا للمسلمين سوق نافقة، ولكنها الهداية، لا تعرف الحواجز، ولا تقف دونها العقبات، وتنفذ إلى القلوب نفاذ الشمس إلى الأرض، وتسري إلى العقول سراية الضياء إلى الظلام.

ولدت هذه المرأةفي نيويورك 1934، لأبوين يهوديين من أصل ألماني، واسمها كان (مارجريت ماركوس) وكان لطريقة نشأتها في تلك البيئة المتلوثة بركام الجاهلية دليل على عناية الله تعالى بها، فهي لم تذق الخمر في حياتها، ولم تلتق بالرجال، ولم تحضر حفلات القوم، وكل هذا عجيب من مثلها، وكانت وهي في طفولتها تحضر الدروس التي تقيمها مدرسة الأحد اليهودية..

وتسمع الحاخام وهو يخبرهم بأن العرب واليهود هم أولاد إبراهيم الخليل ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات وأتم التسليم ـ فصارت تتمنى أن تذهب إلى فلسطين لرؤية أولاد عمها والاجتماع بهم، ثم إنها صدمت بعد ذلك يوم رأت أبويها يحتفلان بقرار التقسيم سنة 1947، ويجمعان التبرعات لإقامة الدولة المسخ، ثم يحتفلان بانتصار اليهود سنة 1367هـ 1948، فصارت تناقش أبويها بقوة في إقامة دولة اليهود على أحزان العرب وآلامهم، فعجبا من كلامها.

ثم إنها أقبلت على القراءة المطولة والعجيبة من فتاة مثلها، فقد قادتها هذه القراءة إلى الهداية، وأبعدتها عن الغواية والعماية، وقرأت أول ما قرأت ترجمة القرآن للبريطاني المسلم محمد بيكتهول فتأثرت بما قرأت، وكان لقوة الترجمة أثر في حياتها لم يزل، خاصة أنها قارنت بين هذه الترجمة وترجمة يوسف على التي وصفتها بأنها ضعيفة وتبريرية، أي أن المترجم لم يستطع أن ينفك عن أَسرة النظرة الغربية وهو يترجم كتاب الله تعالى، وهذه ملاحظة جيدة منها تدل على تعمق وفهم.


ثم إنها عثرت في مكتبة نيويورك العامة على كتاب مشكاة المصابيح مترجماً إلى الإنجليزية، وهو كتاب في الحديث النبوي الشريف، فعكفت عليه حتى فرغت منه!!، ولو سألت طلاب العلم منا اليوم ومثقفينا عن هذا الكاتب فلربما جهلوا عنوانه، فدع عنك قراءته ، ومن رحمة الله بها أنها اطلعت على هذا القدر الكبير من الأحاديث في مرحلة مبكرة، فهذا الاطلاع الواسع حماها من القرآنيين (الذين يزعمون أنهم يأخذون بالقرآن فقط) وضلالاتهم، واستطاعت أن تفهم الإسلام فهماً جليلاً باطلاعها على مصدريه، والاغتراف من معينهما.

واصلت مريم دراستها الجامعية في جامعة نيويورك ـ كلية الآداب ، لكنها مرضت فانقطعت عن الدراسة سنتين، وتناوشتها الوساوس في مرضها من كل جانب حتى كادت تلحد، لكن الله تداركها بمزيد من القراءة والاطلاع، والعجيب أنها استطاعت بهمتها ودأبها أن تتصل بشخصيات إسلامية رفيعة القدر في عصرها، فقد أرسلت للبشير الإبراهيمي في الجزائر، وسعيد رمضان في جنيف، ومعروف الدواليبي في سوريا، والأستاذ سيد قطب في سجنه بالقاهرة ـ رحمه الله عليهم جمعياً ـ.

وقد دلها الأستاذ سعيد رمضان على الأستاذ سيد، وطلب منها أن تراسله، وأرسلت رسائل عديدة لشخصيات أخرى، لكن كانت نقطة التحول في حياتها هي صلتها بالأستاذ المودودي ـ رحمه الله تعالى ـ وقد عرفته بقراءتها مقالة في مجلة إسلامية كانت تصدر في جنوب أفريقيا، وأيضاً كان الأستاذ سيد هو الذي نصحها بالاتصال بالمودودي، وقد أعجبت بالمقالة جداً، وأرسلت للأستاذ رسالة على عنوانه في باكستان، فما راعها إلا وقد جاءها الجواب بعد قرابة شهرين فسرت له أيما سرور، واستمرت المراسلات بينهما قرابة ثلاثة سنين، وكانت تنقل له في مراسلتها ما يقال عنه في إعلام أمريكا وكندا..

انظروا يا جماعة إلي عمق ثقافتها ليست الدينية فقط
بل السياسية

هي التي فهمت ما يحدث في الحياة السياسية
وحينما تسأل أي أحد هنا الان عن عبد الناصر مثلا ....
ولو أنك قلت كلمة في حقه..لقام عليك
وقد يتطاول الأمر للضرب
ولكن اقرأوا معي التالي
******


والعجيب أن هذه المراسلات اتضح منها عمق ثقافة مريم جميلة إلى الحد المدهش، فقد سألته أسئلة متنوعة عن الشخصيات التالية، وناقشته مناقشة مطولة في أشياء بدرت منهم، فعلى سبيل المثال سألته عن شاه ولي الله الدهلوي، وهو من الأعلام الكبار في تاريخ الهند، ويعد من جملة المجددين، فظنت أنه أراد اختراع مذهب جديد خارج عن المذاهب الأربعة، فبين لها المودودي أن الشاه أرد أن يجتهد في تقريب المذاهب الأربعة، والاستفادة منها جميعا، وليس كما ذهبت إليه في ظنها..

وسألته عن إقبال (الشاعر المشهور) وقالت له: "إن إقبال نصر القومية والوطنية في شعره"، فصدقها الأستاذ المودودي وأخبرها أن هذا من الأمور التي بالغ فيها إقبال ـ رحمه الله ـ وسألته عن عبد الناصر وقالت: "إنه شخص يريد أن يعمل لنفسه ولمجده الشخصي، وأن كل مساعداته لأفريقيا وغيرها تصب في مصلحته الشخصية"، وهذا منها فهم دقيق في ذلك الوقت العصيب الذي طغت فيه سمعة عبد الناصر على مفاهيم كثيرة، وكانت شخصيته القوية ودعاواه القومية قد ضللت أكثر الناس، فأن تفهم مريم جميلة شخصيته بهذا الوضوح في آخر الخمسينات فهذا يعد فهماً متقدماً.

وسألته عن أتاتورك والمآسي التي صنعها في تركيا، ولها قول جميل في النورسي، حيث قالت عنه: " إنه ليس بمبالغة أن نقول: إن ما تبقي من الإيمان الإسلامي في تركيا إنما يرجع إلى الجهود المثابرة لبديع الزمان النورسي"، وسألته عن القاديانية التي كانت آنذاك في بداية انتشارها وتأسيسها مساجدها الضرار في أمريكا، وهذه الأسئلة والمناقشات جرت في زمن يهوديتها ـ وهذا عجيب ـ فهي قد وصلت إلى مرحلة عالية للفهم والنضج والوعي والثقافة وهي يهودية نتمنى أن يصل إليها أغلب المسلمين!!.

يديه، وسمت نفسها بمريم الجميلة، وابتدأت في حياتها مرحلة عجيبة كلها ابتلاءات ومحبة، فعلى سبيل المثال كانت تذهب إلى المسجد وتناقش المسلمين الذين كانوا يغضبون من آرائها عن عبد الناصر وأتاتورك!!، وجاءها طالب سعودي في الجامعة ليخبرها أن على كل المسلمين أن يصلوا مع النصارى في كنيسة الجامعة، فإن لم يستطيعوا فعلى الأقل يحضرون دروس الأخلاق النصرانية في الجامعة!!!.

ورأت المركز التجاري للتوشي في نيويورك فولجته سعيدة به لتفاجأ بالخمور تملأ المركز من أرضه على سقفه!! وفوجئت بامرأة فرنسية موظفة في المركز أخبرتها أن بورقيبة بدأ مرحلة جديدة في تونس ترك فيها الدين خلف ظهره!!.

وكانت بعد تخرجها في الجامعة تبحث عن عمل، فذهبت إلى المركز العربي في نيويورك فما إن عرفوا أنها كانت يهودية فأسلمت وأنها تعارض أعمال وأفكار عبد الناصر إلا وأعرضوا عنها، وبعد مقابلة باردة.


بنت الاسلام غير متصل  
قديم 23-11-2008, 12:59 PM   #2
اسيرة الالم
الوسام البرونزي

الصورة الرمزية اسيرة الالم
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 25

اسيرة الالم عضو في طريقه للتقدم



مشكورة اختي بنت الاسلام على الموضوع الروعة
تحياتي
...........................
اسيرة الالم غير متصل  
قديم 24-11-2008, 12:40 AM   #3
نيرفانا
عيساوي مشارك

الصورة الرمزية نيرفانا
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 18

نيرفانا عضو في طريقه للتقدم



مشكوره اختي بنت الاسلام
قصه ماثره
يعطيك العافيه
مع تحياتي
نيرفانا
التوقيع:
نيرفانا غير متصل  
  موضوع مغلق


«     الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات العيساوية...المشاركات والمواضيع في منتديات العيساوية لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
All participants & topics in forum esawiah.com
does not necessarily express the opinion of its administration, but it's just represent the viewpoint of its author


الساعة الآن 10:19 PM بتوقيت العيساوية