ما الفرق بين الجنود العرب وجنود القسام

[الضحكه الحزينه]

بسم الله الرحمن الرحيم

ما الفرق بين الجنود العرب وجنود القسام


المشهد الأول: عشرات الآلاف من الجنود العرب بأسلحتهم وعتادهم ومدفعياتهم ودباباتهم وطائراتهم لم يستطيعوا الوقوف ضد الغزو الصهيوني واحتلاله لمناطق بلغت مئات الكيلومترات في حرب الستأيام... أو كما يقول البعض حرب الست ساعات!!


المشهد الثاني: عشرات أو مئات الجنود القساميين والمقاومين استطاعوا وبأسلحة خفيفة وبسيطة من صنع أيديهم أن يوقفوا زحف ألاف الجنود من الجيش الصهيوني المجهز بأعتى الأسلحة الحديثة وأقواها وأقبحها، بل واستطاعوا أن يكبدوه خسائر فادحة.


ما الفرق بين المشهدين؟ لماذا خسرت الجيوش العربية، وفازت القسام والمقاومة الإسلامية؟! هل الأسلحة المستخدمة هي السبب، أم المنطقة الجغرافية، أم طبيعة الصراع، أم هو الجندي والإنسان المقاتل؟!


في نظرة سريعة على الأسباب السابقة نجد أن الأسلحة في يد المقاتل العربي كانت جيدة، بعكس مقاتل القسام الذي يحمل الأسلحة الخفيفة والبسيطة مقارنة بما يحمله الجيش الصهيوني، أما المنطقة الجغرافية ففي حرب غزة كانت المنطقة التي يقصفها الجندي الصهيوني محدودة وصغيرة جداً، والجندي الصهيوني لديه متسع كبير من الأرض، وهذا تماما عكس ما حصل في حرب الست أيام حيث كان لدى الجندي العربي متسع كبير من الأرض في حين أن الصهاينة كانوا على أرض محدودة. وطبيعة الصراع لا تختلف في هدفها المعلن فهي تحرير الأرض.


وهكذا نجد أن الفرق وصل للحديث حول طبيعة الجندي المقاتل، الجندي العربي وجندي القسام.


ولعل الفرق بين الجندي العربي والجندي القسامي يختزله موقف حصل بين أب كبير في السن كان جنديا عربيا فيما مضى وابنه الذي يريد الإلتحاق بأحد الجيوش العربية، فقال الأب مخاطبا ولده: يابني إن اردت الدخول في الجيش فعليك ففعل ذلك ولكن عليك معرفة أمرا هام... عليك عند الإلتحاق بالجيش أن تترك كرامتك على باب المعسكر قبل الدخول، ثم وعندما تخرج من المعسكر لاتنسى أن تأخذها معك.

وهناك العديد من الفروقات الرئيسية بين الجندي العربي والجندي القسامي، لعل من أهمها:



الفرق من حيث القيمة:
نجد أن الجندي العربي ليس له أي قيمة تذكر، وهو مجرد أداه كأي جهاز أو آلة في المسكر، بل يمكن أن تكون الأدوات أعلى منه قيمة، وأفضل منه حالاً، ويتم التعامل معه على هذا الأساس، فلا كرامة ولااحترام، بل ويتم مسخ هويته فيتعامل معه بالأرقام، فعندما يموت الجنود يذكرون كخسائر في المعركة كما يحدث مع الدبابة أو الآلية!!
بينما يتم التعامل مع الجندي القسامي على أنه المورد الرئيسي والأساسي في هيكل المقاومة، ويتم احترامه وتقديره، وله كيانه الخاص، لذلك عندما يرتقي الجندي القسامي إلى العلياء فإنه ينعى، وتخرج له التصاميم، ويكتب عن سيرة حياته، وتنتشر صوره في كل مكان، ويكون فخراً لأهله ولكل من يعرفه، ويراه الآخرين كرمز يسعون للحصول على ما حصل عليه.


الفرق من حيث التربية:
يمكن القول بأنه لا توجد أي تربية للجندي العربي من الناحية الإيمانية أو الإنسانية أو الأخلاقية، بل ويعرف عن بعض الجيوش العربية أن من يلاحظ عليه الاستقامة أو الصلاح أو مداومته على الصلاة في المسجد فإنه لا يحصل على الترفيعات ويتعرض للمضايقة، لأنهم يريدون جندي لا أخلاق لديه ولا قيم.
بعكس الجندي القسامي الذي لا يمكن أن يترقى دون أن يكون على مستوى إيماني عال، وقد يشترط على من يريد أن يصبح جنديا قسامياً أن يحفظ 7 أجزاء من القرآن الكريم أو أكثر، وأن يكون من المحافظين على الصلاوات الخمس في المسجد، ونلاحظ دوما أن جنود القسام في الميدان لديهم أسلحة أساسية هي المصحف والمسبحة.


الفرق من حيث الهدف والرسالة:
يلتحق الجندي العربي بالجيش من أجل الحصول على "حياة"... أي حياة ولو كانت قائمة على الذل والهوان، المهم ما يقبضه نهاية الشهر، وليس له هدف أو رسالة يؤديها في الحياة غير "حياة".
بعكس الجندي القسامي الذي يلتحق بالقسام من أجل "الموت"، أو بالأصح من أجل الحياة الآخرة، ويريد من خلال وجوده في القسام أن يحرر الأرض والعرض، ليحوز رضا رب السماء والأرض.


الفرق من حيث القيادة:
يتربع قادة الجيوش العربية على عروش وهمية، ويتنعمون ويأكلون ما تأكل الأنعام، لديهم حسابات بنكية بالمليارات، تجد أناملهم ناعمة كالحرير، ولا شيئ خشن فيهم غير أصواتهم، التي اكتسبت خشونتها من الصراخ على الجنود وسبهم وشتمهم، وتجد الكثير منهم وقد أدمن السكر والعربدة، وكروشهم تقاس بالأمتار، وصدورهم نياشينها بالأشبار.
بينما في كتائب القسام تجد القادة في الميدان، وقد ضربوا أروع الأمثلة في البذل والتضحية والكرامة والعرفان، أجسامهم كالأسود الضارية، ونظراتهم كالصقور الكاسرة، عند نداء "يا خيل الله اركبي" تجدهم في أول الخطوط، صورالقادة الشهداء منهم في كل مكان.


وكي نصل يوما للعزة والكرامة لابد لنا من إكرام الإنسان وضعه في المسار الصحيح، كما قال الله تعالى: (ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علىكثير ممن خلقنا تفضيلا) سورة الاسراء:70