عفوا يــــــــــــــا صغيري .... لا وقت للا نــــــــســــــــــا نية !!!

[الجرح النازف]

*مزق رسالتك....

*ارجع من حيث جئت ...

*لن نأبه لتلك الدماء التي تتدفق من جراحك...

*لن تتحرك مشاعرنا تجاه تأوهاتك واناتك....

...هكذا انطلقت تلك العبارات القاسية من فم تلك الرجل لتسكن اّذان الطفل البريء الذي كسرته الايام ,

وعبثت بجراحه الليالي ..لم يخطر على باله يوما ان دوره الاحداث ستدركه طفلا ,وتتلاعب بكيانه حدثا,

فتقلب سعادته أحزانا وتطفيء كل امل في طريق حياته.

...شهقة قوية تنطلق من الطفل كانه يرى صرح المجد يتصدع أمامه شيئا فشيئا...يطأطيء راسه..

يندى جبينه بالعرق ..يفيق على حاله وهو يقف امام هذا الرجل ..يستضعفه ..ويتوسل اليه ..يقبل ثيابه

العسكرية..

...أيها الجندي ..أبي قد قتله الاحتلال , ومثلو بجثته... وماتت امي وهي تدافع عن عرضها وشرفها...

...واحترق إخوتي داخل البيت الذي كنا نسكن فيه بنيران الاعداء...قدمنا الحياة كلها بلا ثمن.. وبقيت انا

...ضحية تلك المأساه ...أحاول البقاء , يطاردني شبح الموت في كل مكان ...

أنساني الرعب كل لحظة أمان مرت بي , وسلب مني الحزن كل ساعات السعادة .. قريتنا الجميلة

تحولت الى أكوام من الحطام ,وغزاها الخراب في كل أنحائها ,وتناثرت الاشلاء هنا وهناك ...بكيت حتى

جفت الدموع ,وتجرعت الذل والهوان حتى أصل اليك ... أطلب الغذاء والدواء والكساء.

ألستم تلك الهيئه التي تمد يد العون لمن طحنتهم الحروب , وشردتهم المكائد..؟!

شاهدتم بأعيونكم بحورا من الدماء , وحالات الاغتصاب , والمقابر الجماعية , وتبعثرت أمامكم الاشلاء

ورؤوس الضحايا من الاطفال والأبرياء...

داعبتم المجرم وكافأتم المعتدي الذي أعلن أنه نائبكم في تطهير قاراتكم من "المسلمين"...

يا من ملأتم الدنيا نعيقا عن حقوق الانسان .. اين انتم مما يحدث لنا الاّن..؟!

..أيها الأبطال ..رعاة القانون الدولي ..حماة المستضعفين في بقاع الأرض !!

أين الـــــــــغـــــــــــــــــذاء والـــــــــــدواء والـــــــــــكســــــــــاء ؟

أدركوا هذه الجراح التي تنزف, وقدمو لي كسره الخبز بت أحلم بها عبر الليالي والأيام.....

هذه كاميرات إعلامكم فأدركوها لتصور أياديكم البيضاء وهي تقدم العون بعطف وحنان للمغــــــلوبين!!

قدمنا لكم الامان , وراعينا فيكم الذمة , ومددنا لكم العون , يوم كنا نسودكم عدة قرون خلت ... فهلا
عاملتمونا كما كنا نعاملكم ؟! وهلا..............

"لم يتماسك الطفل الصغير امام هذا الموقف وهو يتحدث عن امجاد أجداده العظماء فسبقته دمعته"

تتدفق على وجنتيه وتحشرج الصوت في حلقه فلم يخرج ."

...فتقدم منه الجندي مخاطبا :

يـــــــــــــا صغيري.....

كنا ملوكا في بلادنا نظن ان المجد لايفارق اصحابه ,..فجاء اجدادك كالطوفان لايهابون الموت , فدكو

الحصون , وملكو الزمام ثمانية قرون ; والامور دول.. وها هي دولتنا اليوم ..نفعل مانشاء....

أيـــــــــــــــــهـــــــا الصغير..

نحن وعينا الدرس ..ولم تعوه.... فأقبلو منا فتات موائدنا ..أو موتو جوعا...وليكتب التاريخ أننا أصحاب

المروءة والفضل....فنحــــــــــــن الـذيــــــــن نكــــــــــتب الــــــتــــــــــــاريخ

واصرف خبالك يا بني فقد اهدرنا دمائكم في كل مكان.. ودياركم تتاّكل واحده تلوى الاخرى ..اي رساله

تحمل !! وقد امتلات مكاتبنا بالأوراق من الأندلس, وفلسطين , والعراق, وافغانستان , والبوسنه ,

ولبنان, وكشمير والبلقان, والسودان, وغيرها وغيرها.

ارجع ياصغيري "فقد غابت كاميرات الإعلام " فـــــــــــلا غــــــــــــذاء ...ولا دواء ..ولا كســــــــــاء..!!

ارجع ففترش الارض,والتحف السماء, وتغذى على اوراق الشجر,حتى يأتي دورك في الموت...

عـــــــــــــفــــــــــوا يــــــــــا صغيري...

لا وقت للانســــــــــانية
ولكن الصغير كان قد فارق الحياة مريضا جائعا

تنزف جراحه ... تاركا وصية للمسلميين

"يا مسلمون ...الى متى...!!

الى متى...!!