![]() |
#1 | |
قلمٌ ثائر
![]() |
لبى الشياطين دعوة الزعيم محبوب الملاعين . . . بدأ الشرير مقفهر الوجه , مطاْطىْ الرأس,واجماً , عابساً , متجهماً , حيث أخذ يتمتم بكلمات أقرب الى الوسوسة منها الى الفصحنة , استهل كلامه بالتالي : لقدجمعتكم اليوم يا معشر الشياطين , والفاسقين , ويا سكنة السعير لاْعلمكم بمستجدات الاْمور وأطلعكم على ما في الصدور . . . لقد عصيت رب العالمين , ورجوته أن يمهلني الى يوم الدين , فطردني من جنة الخلد والنعيم , فعثت في الاْرض فسادا وملاْت الدنيا أحقادا , فتنت الوقور وحرضت على الزور وفضحت المستور , حاربت الفضيلة ونشرت الرذيلة , غمست العباد وأغرقتهم في الملذات , وأوقعتهم في حبائل الشرك والمحرمات . أقول قولي هذا كأني أتجرع كأساً من السم الزعاف , مقراً بهزيمتي , مجاهراً بنكستي وعزلتي , وفشلي , وعدم جدوى لعنتي , لقد تقهقرنا وهرمنا بعد أن انتصروا علينا . . . هل تعرفون من هم المعنين ؟ انهم ذرية أدم وأحفاده قتلة الاْنبياء والمرسلين , لقد حققوا النصر المبين عليكم يا معشر الشياطين , الاْدميين تفوقوا علينا وأصبحوا لا يصغون الينا , لقد استغنوا عن خدماتنا وهم في حل من اغواءاتنا , سلبونا مهنتنا التي تمردنا وكفرنا من أجلها . . . ان شياطين الانس أصبحوا أوفر عتادا , وأكثر فتكاً وعدوانا فيما بينهم . لقد استعرت الحروب , والقتل أصبح لا يفرق بين الاْطفال والكهول , الفقر , المجاعات , قهر الشعوب , أصبح الزمن بالمقلوب , الواعز الديني مرفوض , غير عابئين بغضب رب الوجود , صلة الرحم في غياهب المفقود , أصبح ليس لنا لزوم . أصبحنا نحن الشياطين من البطالين والعاطلين , زمن الازدهار والرخاء قد ولى وصرنا في عصر الكساد والركود . مكر الانسان تغلب على دهاء الشيطان . لن أضيف فقد سئمت من قول المزيد . لم يبقى أمامكم خيار سوى الانتحار أو الاستسلام وأنا من بني الشياطين أعلنت توبتي وأصبحت من المسلمين . المخلص : ابليس |
|
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|