![]() |
#1 | |
عيساوي متألق
![]() ![]() |
** 1 ** تمعّنْ في وجهِ طفلٍ صغيرٍ ، تجدهُ كالمرآةِ ، ينقلُ إليكَ مباشرةً ما يعتملُ في قلبه من صفاءٍ أو كدر .. وهو في الغالب صافٍ كماءِ السماء .. وما تلبثُ أن تشعرَ بانعكاس ذلك الصفاء قد طفح على ملامحِ الوجهِ كلها ، فلا تملك إلا أن تغبطهُ على هذهِ البراءةِ ، المتجلية في هاتينِ العينين الصافيتين ، وفي هذا اللسانِ الطاهر الذي يتعثرُ في نطقهِ ، وهو يجاهدُ أن يُخرجَ إليكَ كلماتٍ مفهومة ، عما يجيشُ في أعماقهِ من أفراحٍ سماوية ، فلا يكادُ يبين ، غير أنك تبتهج بهِ مع هذا العجز فيه ..!! يحاولُ محاولاته جاهداً ، وأنت تتابعهُ في انتشاءٍ وابتهاج ، تشجعه أن يتكلمَ ، فإذا أخرجها سليمةً ، تطلّقت أساريرُ وجههِ كلها ، كأنما هو أحدُ الفاتحينَ ، في زمنٍ غابَ عنه الفاتحون ..!! وإذا بعدوى الفرحِ تسري إليكَ رغماً عنك ، كأنها الكهرباء في الأسلاك ، جرت فيها فأضاءَ المكان !! .. فلا تملك عندها إلا أن تضحكَ من أعماقك ، وتهلل له ، وتحمله مداعباً إياها ، كما يحمل المعجبونَ بطلهم المحبوب ..!! يا إلهي ..!! ما أعظم إبداعك في هذه الطفولة ..!! إبداع يتجلى لكل ذي عينين يبصر ، ولكن أكثر الناس لا يعقلون ..!! وتحسبهم أيقاظاً ..... هم رقوووود ...!! = = = = ** 2 ** هؤلاءِ الأطفالُ الذين يتحركونَ هنا وهناك ، يحملون معهم براءة الطفولة المحببة ، كأنما هم عصافير بديعة ، نزلت من الفردوس مباشرة ، لتملأ أجواءَ البيتِ الذي هم فيه ، بأريجِ الجنةِ وعطرها .. ولذا لا تملك إلا أن تبقى مشدوداً ، إلى هذا الصغير الذي يطفح السرور من عينيه ..!! حتى هذهِ الضوضاءُ التي يُحدِثونها بشقاوتهم البريئة ، حين يتسع قلب الوالدين ، تصبح في حسهم ، أشبه بزقزقةِ العصافيرِ المرحةِ ، وهي تقفز بين الأغصان مبتهجة ، تريدُ أن تملأَ الفضاء الرحب بفرحتها ..!! غير أن المشهدَ يختلف كليا في بعض الظروف ..!! تجدُ الصغيرَ في ذروةِ انفعاله ، ووالده _ أو والدته _ يصيحُ بهِ زاجراً أن يكفّ ويسكت ، فلا يزيدهُ ذلكَ إلا إصراراً على ما يريد ، ولعلهُ لا يريدُ سوى كلمة ، كلمة فحسب ، يلقيها أحدهما جواباً لما يريد ، غير أنهما _ وقد انفعلا انفعالهما الكبير _ لا يريدان إلا إسكاته ، ولا يريد إلا جوابهما ..!! * * وهاهنا تكمن المفارقة العجيبة ، التي يتجلى فيها جبروت الصغار ، في مقابلِ طيشان الفكر عند الكبار !! حتى لا يجدون وسيلة لإسكاته إلا بضربه ، فإذا أجهش بالبكاء حملوه في حنو ..!! * * هل غدا الكبار في مثل هذا الموقف إلا صغاراً ، حيث عطلوا ملكة عقولهم الكبيرة ، ليتعاملوا مع ذلك الصغير بمنطق الصغار ؟؟! ما ضرهم لو أجابوه .؟؟! بل ما ضرهم لو أنهم كظموا غيظهم قليلاً ليتعرفوا جيداً إلى ما يريد ، ثم يعمدون بعد ذلك إلى تغيير النهر ، لا الوقوف في وجهه ، لأن إصرارهم على الوقوف في وجه النهر المندفع سيغمرهم لا محالة ..!! .. إن التعامل مع هؤلاء الصغار فنٌ ، لا يجيده أكثر الآباء والأمهات للأسف ..! ثم إن تأمل هؤلاء الأطفال ومتابعتهم بروية وتفكر ، يجعلك تقف على دروس كثيرة ، تحتاجها وأنت تواجه طوفان الحياة ..!! لكن كم عدد الذين ينتفعون من هذه الدروس ، التي يقدمها لهم هؤلاء الصغار بالمجااان ..!! أكثر الخلق عن هذا الباب غافلون ...!! لأنهم في غمرتهم ساهون ..!! نسأل الله أن ينفعنا وينفع بنا .. ويقبلنا ويتقبل منا ، وأن يفتح أعيننا على دروس الحياة من حولنا ، لننتفع بها ، بما يزيدنا قربا من الله جل جلاله .. وبالله التوفيق منقووول للامانة ![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 | |
عيساوي مجتهد
![]() |
خاطرة اكثر من رائعة ....جدا اعجبتني اشكرك وانتظر منك المزيد .... تحياتي لك |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 | |
رئيسة قسم حواء
![]() |
كلمات رائعه وجميله سلمت يداكِ الرائعه يسلموووووووو تحــــــــياتـــــــي أميرة الحــــــــــب |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 | |
عيساوي جدع
![]() |
على الموضوع الروعة الي عاملتيه كلمات ولا اروع عن البرائة والاطفال مشكورة اختي دمتي بود |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
عيساوي مشارك
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#6 | |
عيساوي جدع
![]() |
اختي العزيزة سوبر ناني موضوعك جميل جدا وممتع لغايه وفيه حس من التعبير الرائع مع اجمل التحيات البرنسيسا |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#7 | |
عيساوي متألق
![]() ![]() |
اشكركم اخوتي جميعا على مروركم وردودكم النيرة.. شكرا لكم *_* |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#8 | |
عيساوي مشارك
![]() |
ايش ولي كيفك والله اشتقتلك يا دبة وشو هالخواطر الروعة هااي استني هلا بعد كل اللي حكيتو بتطلع ناسية مين انا تحياتي فاتن عشان تعرفيني |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#9 | |
عيساوي متألق
![]() ![]() |
هلا وغلا غاليتي القلب المشتاق تحية مني لك وطبعا ما نسيتك .. اشكرك على مرورك المميز |
|
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|