العودة   منتديات العيساوية > 【ツ】 المنتدى العيساوي العام 【ツ】 > العيساوي العام

العيساوي العام حوار عام لكل جديد

قديم 07-01-2009, 08:00 PM   #1
άήĝέĻ ĝįŕĻ
عيساوي مشارك

الصورة الرمزية άήĝέĻ ĝįŕĻ
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 18

άήĝέĻ ĝįŕĻ عضو في طريقه للتقدم



"حنظلة" في كل مخيم.. وعلامة النصر والكوفية..


مخيمات القطاع.. أطفالها.. لاجئون في وطن !!



آلاء أبو عيشة - غزة



"شوارع المخيم تغص بالصور.. شهيدنا تكلم.. فأنطق الحجر.. في كل بيتٍ عرس.. ودمعتانِ.. ميعادنا
في القدس.. مهما نعاني"..



وكأنها كانت صفعةً أعادتني إلى الخلف ما يزيد عن أعوامٍ عشرة.. هناك.. حيث ذلك المكان البعيد..
البعيد عن الوطن.. عن الهوية.. هناك حيث مخيمٌ أطلق عليه أهله اسم اليرموك.. هناك في دمشق
وُلدت.. مروري عبر أزقته لم يكن مروراً عادياً "لا".. بل كانت لي مع كل خطوةٍ فيه حكاية !!



هناك سألت أمي " ماذا يعني رفع السبابة والوسطى وضم بقية الأصابع في تلك الجدارية ؟؟ ولماذا
تتدلى من معصم فاعلها قيود الحديد؟




لماذا كانت هذه التقاطعات الكثيرة تزين أغطية رؤوس الرجال؟؟ من كانت تلك الشخصية التي لم يسْلَم
حيٌ من تواجدها فيه.. "وكأنه طفلٌ حليق الرأس إلا من بعض الشعيرات التي تواجدت "سهواً".. لماذا
يدير لنا ظهره؟؟ ماذا يحمل في يده؟ لماذا الرقع في قميصه؟ إلام ينظر؟ ما معنى مخيم؟؟ لماذا نعلق
مفتاحاً كبيراً وسط قاعة الجلوس؟ ولماذا يفعلها جيراننا أيضا؟ نحن فلسطينيون.. لماذا نعيش في
سوريا؟.. لماذا نتعلم منهجها؟ لماذا نترفه في مرافقها؟ لماذا كانت مدرستي "الجليل" تخرج منتصف
حزيران من كل عام عن بكرة أبيها متظاهرةً من أجل فلسطين؟..



اليوم عدت.. وحملت للوطن ألف تحية.. صار لنا دار.. وعادت الدجاجات تصدح في باحتها.. عدت لأكون
لاجئةً مرةً أخرى.. لاجئة جديدة في قطاع غزة!!



كانت عودتنا إلى القطاع وكأنها تمهيدٌ نفسيٌ للعودة إلى الوطن.. اليوم بقينا لاجئين حتى في وطننا..
وبقيت "غزة" وطناً آخر..



عَرَفتُ بعد حين أنني لست وحدي فيه لاجئة.. بل وجدت أن مخيم اليرموك كان صورةً لشتاتٍ طفولي
"استنسخ" منه الدهر في القطاع ذاته ألف مخيمٍ.. ومخيم!!


"مني" كانت البداية



لعل عمري كان غضاً بعض الشيء على أحاديث جدتي التي كانت تحدثنيها أيام المخيم.. أخبرتني مراراً
"نحن فلسطينيون.. طردنا اليهود من أرضنا.. أخذوا مالنا وقتلوا عيالنا.. كانت لنا في بئر السبع دار..
بيارة.. ودجاجات.."


أما قصة عام 1948م فكانت وقبل أن تتابع حديثها عنها تخنقها العبرات.. أنا لم أكن لألقي بالاً لذاك
الحديث أو تلك التأوهات.. كنت أعيش واقعي كأي طفل عادي.. ولكن الأهم كان بالنسبة لي هو ذلك
الشيء الذي فرض علينا القدر أن نعيش فيه "المخيم".. بأزقته الضيقة.. وجدرانه المتعانقة.. ونوافذه
المتشابكة.. بشمسه الحنون التي تحرق بلهيبها قلوب أبناءه على وطنٍ ضائع.. وشتاءه الذي يغسل عن
الهوية العمر والتاريخ والاسم.. ويبقي على لفظ "لاجئ"!!


.. "لا تلبس السواد.. أم المكارم.. فموته ميلاد.. والفجر قادم".. كنت كلما سمعت من هذه الأغنية
أكثر.. كلما وعيت لمعنى الوطن.. وقوة القضية التي نحمل اسم المدافعين عنها أكثر..



اليوم سمعتها كلها.. فهمت كل حرفٍ فيها.. تمتمت مع مغنيها كل كلماتها.. ربما أخفقت في حفظها كلها..
إلا أنني شاركته اللحن الذي حمل القضية منذ عام غناها صاحبها بعد عام الشتات.. عام نكبة فلسطين..



في يوم النكبة قررت "للمعرفة لا أكثر" أن أعود فأزور "المخيم"!! ليس مخيم اليرموك.. بل اخترت
أربعة على غراره.. ولكن هذه المرة فوق تراب الوطن.. "في غزة".. (النصيرات.. الشاطئ.. جباليا..
الشابورة).. وإن اختلفت الأسماء.. بقي المشهد في كل مخيم.. هو ذاته ((طفلٌ يسأل عن سر السبابة
والوسطى وقيود الحديد.. عن شخصية الشبل حنظلة؟.. عن كوفية الكهل التي تزينها تقاطعات الحياة
كلها؟ عن سر لجوءه.. ولكن بتناقضٍ مريب.. لجوءه في وطنه!!))..


كل المشاهد تجمعت في معنى لفظٍ واحد "مخيم"!! بيوتٌ ضاقت بأصحابها ففاضت بهم.. أزقةٌ كتبت حفر
الشوارع فيها ألف "آهٍ" عن المارين فوقها.. ذاتها شمس الصيف تشعل لهيب القلوب على وطنٍ
ضائع.. وذاتها ماء الشتاء تمحو عن الهوية كل معالمها إلا لفظة "لاجئ"!!


مطرودة.. من غير إذن!




مع مخيم الشاطئ كانت البداية.. وكانت مع الطفل الذي أخذ من تساؤلاتي أغنيته "الفيروزية" "سنرجع
يوماً إلى حينا".. كان اسمه حسن الهبيل، عمره 10 سنوات، كان يعرف أنه لاجئ.. وقد حمل نظرة
حنظلة ذاتها.. إلى هناك.. إلى البعيد.. إلى قريته "الجورة"..


قال لي بنبرةٍ متمردة: "كما قامت دولة إسرائيل على أرضنا بغير إذنٍ منا، ستُطرد منها بالقوة كما
جاءت إليها.. على يدينا.. ودون إذنٍ منها".


حدثني حسن عن بلدته (كما أخبرته عنها الجدة في حكاياها) بطيبة أهلها، ورقة بحرها، ونقاء رمال
شاطئها.. تنهد وكأنما كان يشتم رائحة شقائق النعمان في بياراتها.. وتابع :"على الخريطة أسير
بأصابعي هناك.. شمالاً.. بعيداً عن قطاع غزة.. على حدوده أستقر.. أبتسم ابتسامة المنتشي.. وكأنني
حققت نصراً على حقد السياج الذي فرضه علينا احتلال غاصب، متسائلاً بحرقة :"لماذا نعيش نحن آلام
اللجوء؟ لماذا نعيش مهانة التفريق بين اللاجئ والمواطن في قطاع غزة؟..


تركته.. ومشيت.. ودمعي اختنق في مقلتي.. فها هو الأول كان.. كما كنت أنا!!


تناقض اللجوء!



المحطة الثانية.. مخيم الشابورة حيث مدينة رفح جنوب قطاع غزة..



قرأت على كل جدارٍ قصة.. إما شهيدٌ.. إما أسيرٌ.. إما قضية.. "اللجوء والشتات والمواطنة.. الأفراح
والأتراح. نعواتٌ ودعوات".. كلها قرأتها ورأيت فيها كل تناقض!!



وجدته هناك.. يسند رأسه إلى جدارٍ عتيق.. يقف حائراً يتأمل وجوه رفاقه.. وكأنه يقول لهم بحنقٍ "كلنا
هنا واحد.. الغني في أرضه عاد ليصبح مثله مثل أفقر الفقراء، بعد أن أجبره عتو السلاح الإسرائيلي
على أن يترك ماله وحلاله.. ليعود كما ولدته أمه.. لاجئ.. في مخيم".


قال وسام سلطن (12 عاماً) لي بهمس :"في كل ذكرى للنكبة أرى حقيبة الماضي تفتحها جدتي من
جديد.. تحضر عقود ملكية الأرض.. وترفع مفتاح العودة.. تعانقهم.. وتقول لي ((هي أمانة معك.. لأننا
سنعود يوماً إلى بربرة))".

رسالة عار!




ياسمين الكرد (11 عاماً).. في محطتي الثالثة (الجرن-مخيم جباليا)، كانت الأقوى تعبيراً حينما سخرت
من القدر الذي جعل أصحاب الأرض يدفعون المال من أجل السكن في بيوتهم، (تقصد القاطنين بالأجرة
في مخيمها)، بينما المحتل يسكن الأرض وينتهك العرض في مكانٍ ليس له في أي جذور، وقالت :"في
ذكرى النكبة، لن نوجه نحن رسالة لأي جهة.. لا لإسرائيل ولا لغيرها.. يكفينا أن نرى شهدائنا اللذين
سقطوا تباعاً بعد عام النكبة وحتى اليوم، يصمون جبين إسرائيل بعارٍ لن يمحوه الزمان أبداً"،
وأضافت :"كل من ينكر أن فلسطين للفلسطينيين عليه أن يقرأ التاريخ جيداً".


تركت المخيم بآهاته.. جباليا الذي فاق طول الرجل فيه طول جدار بيته!!.. وأذابت شمس حزيران ألواح
الأسبست التي غطت سقفه.. لتحمل مع كل دمعة طفلٍ حكاية لجوء.. يحلم صاحبها بوطن.. وهوية!!


حلم العودة



محطتي الرابعة.. وصلت مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.. وفيه التقيت الطفلة (أسماء الجمل) ذات
الأعوام التسعة.. قالت لي بعفوية بعد أن سألتها عما تعرفه عن نكبة فلسطين :"هجرونا اليهود من
بلدتي (عاقر).. ليتني أعود إليها.. ليتني أشم ترابها، ليتني أبتعد عن هذا المخيم الذي لا أرى فيه متسعاً
حتى للعبي"، ثم أضافت وقد تعثرت الكلمات على لسانها :"لم يفعلو بنا فقط أن هجرونا من أرضنا
واغتصبوها.. بل هم أيضاً قتلوا أطفالنا، واعتقلوا آبائنا واقتلعوا زرعنا".


وتابعت :"لكن نحن لن نستسلم حتى تعود فلسطين.. إنها الذكرى الستين، وأنا واثقة أن السبعين ستأتي
وقد دحرنا الاحتلال بالقوة كما فرض هو نفسه علينا.. بالقوة"!!


انتهت الرحلة.. ووقفت على أطلال المخيم.. عرفت أن أطفالنا هم حقاً أطفال ككل أطفال العالم.. هم
ليسوا رجال.. ليسوا بقسوة المحاربين.. هم مثلي.. سمعوا يوماً أن لهم أرضاً.. عاشوا واقعاً خلق فيهم
انتماءً لوطنٍ لم يعرفوه يوماً.. سمعوا أناشيد الثورة.. وحطموا ألعاب الطفولة ليعودوا فيتسائلوا.. من
هو حنظلة؟؟ ما معنى لاجئ؟ ولماذا أسكن "المخيم"؟.. ثم عادوا ليدندنوا خاتمة أغنيتي "ابن الشهيد
جاء.. يا شعب عاهد.. الوطن البعيد.. نحن فداهُ".
التوقيع:


for ever
άήĝέĻ ĝįŕĻ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2009, 05:04 PM   #2
ندين
عيساوي VIP

الصورة الرمزية ندين
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 25

ندين عضو سيصبح مشهورا عن قريب



آسماهُ ناجي حنظله رمزاُ للمرار
وهم أطفال فلسطين بتضاريس وجوههم أشباه حنظله
سلمت يمناكِ
//
التوقيع:
ماذا بعد؟ صاحت فجأة جندية :
هو أنت ثانية ؟ألم أقتلك ؟
قلت : قتلتني ... و نسيت , مثلك , أن أموت
ندين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2009, 10:52 AM   #3
YâŖâ
الوسام البرونزي

الصورة الرمزية YâŖâ
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 29

YâŖâ عضو سيصبح مشهورا عن قريب



احلام ورساائل ورسوماات وكلمات

كل هذا ,, !! تعبيرٌ مأساوي يقوم به اطفالنا تعبيراً عن الظلم والاستبداد المحيط بهم ..

النصر قادم وبلا شك !!

الف شكر الك ..

yara
التوقيع:
كٌــل يٌــوم فٍــي أمَــل ،، فٍــي أمَــل جِــديِــد ،، يٍــمكِـن يِـتحَ ــقًـق ،، يٍــمكِــن مُــو أكِــيِــ
YâŖâ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2009, 10:13 PM   #4
άήĝέĻ ĝįŕĻ
عيساوي مشارك

الصورة الرمزية άήĝέĻ ĝįŕĻ
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 18

άήĝέĻ ĝįŕĻ عضو في طريقه للتقدم



عزيزاتي
أشكر لكن إهتمامكن
سلمت أناملكن ,,
وأنا بالنسبه إلي حنظله هو القدوه لألي مع انو شخصيه كريكاتير بس كتير بتعبر عن واقعنا
دمتن بحفظ الرحمن ...
التوقيع:


for ever
άήĝέĻ ĝįŕĻ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-01-2009, 03:01 PM   #5
روز
مشرفة قسم التراث الفلسطيني

الصورة الرمزية روز
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 22

روز عضو سيصبح مشهورا عن قريب



[align=center]
بقي شيء واحد و هو السبب أن يعطي حنظلة ظهره للقراء دوماً .. و عند العرب هي عادة نكراء (أن يعطيك المرء ظهره) إلا أن حنظلة يفعل هذا لأنه يثق في قراءه ولا يتصور الغدر منهم ..
و رحم الله ناجي.

وسلمت اناملك angel girl على الطرح الجميل
[/align]
التوقيع:
RơSe »
روز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-01-2009, 03:56 PM   #6
άήĝέĻ ĝįŕĻ
عيساوي مشارك

الصورة الرمزية άήĝέĻ ĝįŕĻ
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 18

άήĝέĻ ĝįŕĻ عضو في طريقه للتقدم



سلمتِ أُختي على كلامك الواقعي ...

أَشكُرُ لكـِ إهمتماكِ ...


أنرتي متصفحيـ,, بمرورك


دمتي,,,
التوقيع:


for ever
άήĝέĻ ĝįŕĻ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-01-2009, 10:51 PM   #7
Ёфяюй жэвку
عيساوي مجتهد

الصورة الرمزية Ёфяюй жэвку
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 18

Ёфяюй жэвку عضو في طريقه للتقدم



[align=center]
thank you a lot
άήĝέĻ ĝįŕĻ
it's very important

with my love

Ёфяюй жэвку.
[/align]
Ёфяюй жэвку غير متصل   رد مع اقتباس
  إضافة رد


«     الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات العيساوية...المشاركات والمواضيع في منتديات العيساوية لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
All participants & topics in forum esawiah.com
does not necessarily express the opinion of its administration, but it's just represent the viewpoint of its author


الساعة الآن 06:49 AM بتوقيت العيساوية